facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




زمن كانت فيه بلاد العرب أوطاني


م. رند صوالحة
16-06-2025 04:44 PM

ينتابني شعور سلبي لا أستطي وصفه، لا أعتقد أنني سأتمكن من شرحه دون أن يساء تفسيره من قبل البعض، مصدره بعض الشعارات "الوطنية".

كبقية مواليد الثمانينات، كبرت على فكرة ومبدأ أنني عربية، جاء وصف "أردنية" في مرحلة ثانية لتخصيص أكثر متعلق بالجغرافيا والإحداثيات فقط، لا لإعطائي صفات مميزة عن غيري من العرب. فقد ولدت في عمان وكبرت في بغداد، وتفاجأت عند العودة بوجود اختلاف بين الاثنتين، كنت استخدم بعض المفردات العراقية عندما علمت أنها غير مفهومة في الأردن

كان التلفزيون السوري جزءاً من يومي، لم أدرك أن هناك فرق، كما كانت فوازير رمضان مصرية ولم أعِ أنها مختلفة عما هو أردني. بدأت شارة افتح يا سمسم بعبارة "مؤسسة الإنتاج البرامجي المشترك لدول الخليج العربي"، وتابعنا السندباد وعدنان ولينا وغيرهم بأصوات أردني لبنانية كويتية عراقية مصرية ليبية وسورية، وبلغة فصيحة سليمة زرعت في وعينا ونطقتها ألسنتنا، بغض النظر عن اختلا اللهجات الذي كان يعد تنوعاً لا فرقاً بين الشعوب.

لم تدخل عيادة طبيب واحدة دون أن ترى أعداد مجلة "العربي" الكويتية في غرف الانتظار، وتسابقنا لقراءة مجلة "ماجد" بشعارها "ملفلقءسر الحصار على غزة بالكامل، وتملكني حزن شديد عندما سمعت أحد النشطاء الغربيين يخاطب شعوب الدول العربية ليستجدي عطفهم على بعضهم البعض، أحاول أن أتجاهل التعليقات الشامتة والمكتوبة بالعربية على كل خبر يتضمن ألماً عربياً، وأتظاهر بأنني لم أقرأ الشتائم التي يكيلها العرب للعرب. كما أزيح بنظري للجهة الأخرى عندما أمر من أمام جموع المستهلكين وهم ينفقون أموالهم في مطاعم تمويل المذابح.

ياللحماقة وياللخنوع، ويالعظمة ما تنازلنا عنه بكامل إرادتنا، سعوا للتفرقة ففرقونا، ولطمس الهوية فطمسوها، ولقتل اللغة فقتلوها، بمساعدتنا ودعمنا وتصفيقنا. ثم توجهوا لضمائرنا فأناموها وأشعلوا بيننا الفتن فغذيناها بنفط عربي.

لم تكن العروبة يوماً تعصباً وفوقية، لطالما كانت رابطة ودية وأخوية دون استعلاء ودون كراهية للغير، قد تكون نظرتي وردية وحالمة وغير واقعية مصدرها أفكار طفولية وعدم وعي كامل للحقائق، ولكن هذا ما كنت أراه، وهذا ما أفتقده اليوم. أحب أن أتخيل أن ما يحدث اليوم ما كان ليحدث لو أننا ما زلنا في الثمانينات، على الأقل لأقول أنني عشت في زمن كانت فيه بلاد العرب أوطاني من الشامِ لبغدانِ ومن نجدٍ إلى يمنٍ إلى مصرَ فتطوانِ...





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :