facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




صراع الهيمنة وتثبيت التفوق عبر بوابة القوة العسكرية


المحامي الدكتور هيثم عريفج
17-06-2025 10:56 AM

تتجاوز المواجهات الحالية بين إيران والكيان إطار النزاع الإقليمي المباشر، لتكشف عن ملامح صراع أوسع بين قوى تحاول الحفاظ على موقعها العالمي، وأخرى تسعى لشق طريقها نحو نادٍ مغلق من النفوذ والهيمنة. في القلب من هذا المشهد تقف الولايات المتحدة، التي تسعى، عبر دعمها اللامحدود لإسرائيل، إلى ضمان تفوق عسكري وتكنولوجي نوعي في منطقة شديدة التعقيد والحساسية.

الرسالة واضحة لن يُسمح لأي دولة إقليمية لا إيران ولا غيرها بامتلاك قدرات نووية أو تكنولوجيا عسكرية متقدمة قد تهدد موازين القوة التي بُنيت بعناية على مدى عقود. فالهيمنة ليست فقط واقعًا قائمًا، بل مشروع مستقبلي يجري الدفاع عنه بكل الوسائل عسكرية، اقتصادية، وحتى سياسية وأمنية.

وهنا تتبدّى الأسئلة الجوهرية:
هل كانت إيران تتوقع أن تصل الأمور إلى هذا الحد؟
هل استعدت فعلًا لمواجهة بهذا الحجم؟
أم أنها وقعت في فخ تقديرات مضللة، جعلتها تظن أن التهديدات لا تتجاوز حدود الردع الإعلامي؟

ما يجري اليوم يشير إلى أن إيران رغم خطابها الثوري لم تكن تمتلك الجاهزية الكاملة لمواجهة من هذا النوع من الهجوم ، خصوصًا في ظل تلميحات أمريكية وإسرائيلية متزايدة تدعو سكان طهران للمغادرة. مثل هذه الإشارات لا تُطلق عبثًا، بل تعكس حجم التصعيد الكامن وخطورة اللحظة.

وما يُلاحظ أن هذا النمط من المواجهات لا يقتصر على إيران، بل يتكرر على الجبهة الأوكرانية، حيث تسعى القوى الغربية لاستنزاف روسيا في حرب طويلة، تهدف في جوهرها إلى تفكيك قوتها وإجهاض قدرتها على استعادة نفوذها. إنها حرب بطيئة لكنها فعّالة، تعيد تشكيل موازين القوى العالمية بهدوء ولكن بثبات.

أما نحن في الأردن، فعلينا أن نقرأ المشهد جيدًا. لسنا بعيدين عن هذه المعادلات، حتى لو لم نكن طرفًا فيها. فالتاريخ لا يرحم الغافلين، والدروس لا تُؤخذ من كتب الماضي فقط، بل من وقائع الحاضر المشتعل من حولنا.

في الختام،
هذا ليس مجرد صراع بين دولتين، بل فصل جديد من معركة الهيمنة، حيث تُستخدم القوة والتفوق التكنولوجي كأدوات لضمان المستقبل، ومن لا يُدرك هذه المعادلة، قد يجد نفسه خارجها تمامًا.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :