facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




إيران وإسرائيل: سيناريوهات الحرب المؤجلة


مظفر عثمان ابداح
18-06-2025 09:16 AM

بدأت الأزمة بين الكيان الإسرائيلي وإيران عام 1979 حيث قطعت إيران علاقاتها مع الكيان الاسرائيلي؛ وذلك بعد سقوط نظام الشاه في إيران، وبالرغم من تطور العداء بينهما لم يصل إلى مناوشات عسكرية مباشرة طيلة 45 عام، وفي عام 2024 ضربت اسرائيل القنصلية الإيرانية في العاصمة السورية دمشق من خلال تنفيذها غارة جوية على المبنى والذي كان بداخله مسؤولون عسكريون وودبلوماسيون إيرانيون، وذلك ما اعتبرته إيران اعتداء على سيادتها؛ فمن المعروف أن السفارات والقنصليات تتبع للدولة التي ترسلها وليس للدولة المستقبلة لها، وهذا ما ينص عليه القانون الدولي، وقد ردّت إيران بضربة عسكرية على الكيان الإسرائيلي من خلال إطلاق عشرات الصواريخ والطائرات المسيّرة، إلا أنها لم تكن بتلك القوة التي تُردع إسرائيل من خلالها، ليؤكد رئيس الوزراء الإسرائيلي رغبته بضرب إيران وبالتحديد المنشئات النووية، ولا يمكن لإسرائيل دخول الحرب وحدها فهي بحاجة لموافقة الولايات المتحدة الأمريكية التي لا ترغب بحدوث ذلك على الأقل بالوقت الراهن والتي أكده رئيسها آنذاك جو بايدن بعدم رغبة أمريكا بتزايد التوتر ودخول الحرب.

لكن رغبة نيتنياهو بالحرب على إيران لها عدة أسباب؛ أهمها: الخروج من مأزق غزة، وتوقف إيران عن دعمها لمحور المقاومة، وعدم تقبّل إسرائيل وجود دولة قوية في الشرق الأوسط ليست تحت سيطرتها، وهناك رؤية لدى إسرائيل أن إيران تطمح بامتلاك سلاح نووي رغم نفي ايران ذلك، ورغم كل تلك الأسباب التي تدعو نتنياهو للحرب إلا أن امريكا لديها رؤية أخرى حيث أنها رغم قدرتها على تدمير إيران عسكريًا إلا أنها تخشى الثمن التي ستدفعه من ذلك، وهناك عدة أسباب تمنعها من الاندفاع إلى الحرب منها:

1-شركاء إيران في المنطقة أو ما يعرف بمحور المقاومة والذي قد يدخل بأي حرب على إيران والذي يشمل كل من لبنان اليمن والعراق، وسوريا في زمن النظام السابق.

2-حلفاء إيران الذين يقدمون الدعم له، والذي يخشى الغرب من دخولهم الحرب في المستقبل ومن أهم تلك الدول هي الصين روسيا، باكستان، وكوريا الجنوبية.

3-الخوف من قدرة ضرب إيران القواعد العسكرية الأمريكية في المنطقة.

4-قدرة إيران وحلفائها في محور المقاومة على ضرب المنشئات النفطية في الخليج العربي.

5-توقيف إيران الملاحة البحرية في مضيق هرمز الذي يمر من خلاله احتياج السوق الدولي من النفط والغاز نحو 21%.

ورغم كل الصعوبات والمخاطر إلا أن الولايات المتحدة قد تضطر لدخول أي حرب بالمستقبل لأجل الكيان الإسرائيلي وبالتحديد مع قيادة الرئيس الحالي دونالد ترامب.

قامت إسرائيل بضرب إيران بشكل مفاجئ هذه المرة والتي تعتبر الضربة الأقوى حيث قتل به شخصيات عسكرية مهمة وعلماء يقودون البرنامج النووي الإيراني، لتشعل مع هذه الضربة المنطقة لترد إيران بالقيام بضرب عمق الكيان الإسرائيلي، وتعتبر الضربة الإيرانية في الأيام الماضية الأقوى على الكيان الإسرائيلي، حيث فاجئت إيران قدرة استرجاع قوتها بعد الضربة التي تلقتها وقتل قادتها، وقدرتها الصاروخية على ضرب الكيان الأسرائيلي أيضًا، إلا أن هناك اختراق واضح داخل إيران نفسها ولو لم تكن، لما حققت الضربة ذلك النجاح، وهذا ما يُشكل خطر على قيادة إيران، وذلك الاختراق يُشبه كثيرًا اختراق حزب الله قبل أشهر، فما كان شيئًا عاديًا أن يتم اغتيال شخصيات ذات أهمية مثل قائد الحرس الثوري وقائد الجيش وعدة جنرالات آخريين، لذلك لا وجود لاختراق كبير جدا إلا من خلال عملاء أو عن طريق التكنولوجيا، ومع تطور تلك الحرب وتزايد أهداف التي وضعتها إسرائيل في البداية بتدمير قدرة إيران العسكرية ووقف مشروعها النووي، واليوم ترى نفسها قادرة على إسقاط نظام خامئني، ولا يمكن تحقيق ذلك دون دعم الولايات المتحدة الأمريكية، التي حتى اللحظة لم تتدخل بشكل مباشر، وهناك خشية خروج الوضع عن السيطرة، وهناك عدة سيناريوهات للحرب الحالية، من أهمها:

1-سيناريو الهبوط بعد القمة: أي الوصول إلى نقطة مرتفعة من التصعيد ثم التهدئة من خلال دولة وسيطة.

2-سيناريو الأسد والتنين على أرض الغزال: تدخل دول مع كلا الطرفين بشكل مباشر وهذا ما قد يشعل المنطقة ثم يتطور الأمر لحدوث حرب عالمية ثالثة (وهذا السيناريو مستبعد في الوقت الراهن).

3-سيناريو الإعصار المزدوج في عمامة المحور: أي تدخل الولايات المتحدة الأمريكية بالحرب مع إسرائيل ضد إيران وتخلي حلفاء إيران الدوليين، وتدخل المحور للدفاع عنها، وهذا يعني تدمير إيران ومحورها إلا أنه يحمل تكاليف كبيرة على أمريكا.

4-سيناريو الخروف في المرعى دون راعٍ: تخلي الولايات المتحدة الأمريكية والغرب عن الكيان الإسرائيلي، وذلك بعد تغيير النظام الدولي العالمي وأصبحت إسرائيل حملًا ثقيلًا ( وهذا السيناريو مستبعد في الوقت الراهن).

إنَّ الفرق بالقدرات العسكرية بين إيران وإسرائيل ليس كببرًا من حيث عدد القطع العسكرية فقد تتفوق إيران بالقطع البرية والبحرية والقدرات الصاروخية وتتفوق إسرائيل بشكل بسيط من حيث عدد القطع الجوية، إلا أن إسرائيل تتفوق من حيث التفوق التقني والدفاعات الجوية ذات الجودة العالية، لكن الحرب لن تتوقف عند ذلك، بل تعتمد على تدخل كل من الولايات المتحدة الأمريكية ومحور المقاومة أيضًا، الذي قد قامت إسرائيل بالعام الماضي بتوجيه ضربة له من خلال تدمير قدرات حزب الله، وسقوط النظام السوري السابق الذي كان أحد أسس المحور، هذه الحرب وإن انتهت بعد أيام دون هزيمة أي طرف، فقد تشتعل لاحقًا، فإذا تزايدت قوة إيران فقد تتزايد قوة محورها في المنطقة، وإمكانية حصولها على النووي أيضًا، حتى لو تقول الآن أنها لا ترغب بذلك، فهذا يُشكل إما خطر على إسرائيل ووجودها وإما تهديد لمشروعها في المنطقة أي إسرائيل الكبرى، أما بالنسبة لإسرائيل فبنظرها هزيمة إيران لا بد منها؛ لأن ذلك يعني نهاية وجود أي دولة في المنطقة يمكنها ردع الكيان، وأنها قادرة على تحقيق هدفها في المنطقة وفرصة للقضاء على محورها بعد تدمير القوة الداعمة له. اليوم يتحدث ترامب ونيتنياهو عن النظام الإيراني وكأنه هو من وضعه وإساءة استخدام الصلاحيات التي منحها إياها ويجب إسقاطه.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :