الصدى الدبلوماسي العالمي لخطاب الملك امام البرلمان الاروبي
د. بركات النمر العبادي
18-06-2025 12:46 PM
كان خطاب الملك عبد الله الثاني خطابًا شاملاً استهلّه بالتعريف بأزمة فقدان القيم، ثم نبه إلى خطورة تمدد الصراع إلى إيران، ومضى ليؤكد على شرعية الشعب الفلسطيني ودور الأردن التاريخي، جاءت الخطوة محسوبة بدبلوماسية راقية، موسومة بالواقعية والقيم، وكانت بمثابة إنذار لبروكسل كي تلعب دورًا أكثر فاعلية، التأثير ظهر فورًا، دوليًا وإقليميًا: تحذير للمتشددين، وتحفيز لأوروبا على اللعب برؤية سياسية لا أمنية فقط، ومن ابرز ماجاء بالخطابات التاريخية مايلي :
فقدان البوصلة الأخلاقية العالمية
وصف جلالة الملك العالم بأنه «ضائع بلا جاذبية أخلاقية»، مستشهداً بتسلسل الأزمات المستعصية، بدءًا من الحرب على غزة، وتعاظم التدخلات بين إسرائيل وإيران، إلى انتشار المعلومات المضللة
وهذه دعوة صريحة لأوروبا لاعتماد نهج يرتكز على القيم الدولية العليا وليس على المصالح المؤقتة.
التحذير من التوسع في الحرب
لفت جلالة الملك إلى تصاعد العمليات الإسرائيلية إلى إيران، مشيرا إلى أنه لا يمكن تحديد نطاق هذه المواجهة «الآن ذلك ، سينال من الجميع»، مما يزيد خطر التصعيد الإقليمي وهذا بمثابة إنذار لمستقبل مجهول ما لم تُعالج الأزمة بنظرة ضابطة ومسؤولة.
التأكيد على الدولة الفلسطينية المستقلة
كما شدّد جلالة الملك على حق الشعب الفلسطيني في الحرية والسيادة وإقامة دولة مستقلة ، مشيراً إلى أن ما يجري «ينافي القانون الدولي» .
و هذه رسائل واضحة بأن الشرعية الدولية هي الأساس لأي حل دائم.
النهج القيمي كحل دائم
شدّد جلالة على أن «الأمن لا يَكمن في القوة العسكرية ، بل في القيم المشتركة»، وبيّن أن أوروبا بعد الحرب العالمية أعادت البناء على قيم من اهمها: كرامة الإنسان، القانون، والتعاون ، ودعوة لاستلهام تجربة الاتحاد الأوروبي في بناء سلام مستدام.
الدور التاريخي للأردن
كما سلّط الضوء على دور الأردن كحافظ لتنوّع الديني في القدس الشريف ومكانتها، بوصفه حارسًا للمقدسات المسيحية والإسلامية ، وترسيخ موقع الأردن كطرف معتدل وموثوق في المنطقة.
ما الصدى الدبلوماسي العالمي لخطاب جلالة :
ففي أوروبا: ردود فعل دبلوماسية لافتة، إذ وصفت صحف ومحللون الخطاب بالواقعي والصريح، مطالبين باتخاذ موقف أوروبي أقوى تجاه الأزمات.
•اماعربيا: أعيد تسليط الضوء على الأردن كفاعل محوري بين الغرب والعرب، مساندة للقانون الدولي والناطق باسم القضية الفلسطينية.
•ودوليا: بدا الخطاب وكأنه محاولة لتغليب العقل على العنف في ظل مخاوف من اتساع رقعة الحرب لتشمل إيران ودول أخرى.
اما أثر خطاب جلالة الملك على الصراع الإسرائيلي– الإيراني
بلورة هشّة للتحذير الدولي: التوسع قد يبدأ بإسرائيل وإيران لكنه «سيطال الجميع»، يعيد الملك جرس الإنذار إلى الساحة الدولية ومسؤولي رعاية الاستقرار، دعوة اقتصادية وسياسية لأوروبا : وهذه رسائل مؤثرة للتعجيل بالتدخل السياسي مقابل النموذج الأوروبي، خصوصًا في ظل احتمالات ضخّ السلاح أو الدعم ليس فقط دبلوماسيا بل أيضاً عسكريا ، تعزيز مكانة الاردن كوسيط :تعزز الأردن بموقعه المتوازن كمنصة لحوار لا عسكري، يمكن أن يكون له دور فعّال في كبح التصعيد، وبخاصة قبل أي ضربة محتملة لإيران مثل منشآت فردو.
وهكذا يعيد الاردن بقيادة جلالة الملك دوره كلاعب مهم في المنطقة بخطوات محسوبة بدبلوماسية راقية، موسومة بالواقعية والقيم، وكانت بمثابة إنذار لبروكسل كي تلعب دورًا أكثر فاعلية و التأثير ظهر فورًا، دوليًا وإقليميًا: تحذير للمتشددين، وتحفيز لأوروبا على اللعب برؤية سياسية لا أمنية فقط .