تدخل الحرب الإيرانية الإسرائيلية يومها التاسع، وسط تساؤلات حيال مرحلة عض الأصابع من أي جهة ستبدأ، ومتى ستنتهي، ومن الطرف الذي سيخرج منتصرا، وما تداعياته على المنطقة بأسرها، والإجابة على هذه التساؤلات لا تدخل في باب التكهنات بل بمقدار نجاح الطرفين في الحد من قدرات الآخر في مجال تفوقه العسكري.
إسرائيل بعد أن أضعفت من قدرات حزب الله الحليف القوي لإيران وأصبح وجوده لا يشكل خطرا عليها، تفرغت لطهران وتراهن على التدخل الأمريكي المباشر ولن تكتفي بمساعدتها عن بعد، ولا زالت الخيارات مفتوحة في ظل تفاهمات دولية تقودها الولايات المتحدة الأمريكية مع قوى عظمى على الرغم من ضبابية مؤشرات التدخل الأمريكي، والتصريح والتلويح في العمل على مساعدة إسرائيل مباشرة في حربها الدائرة حاليا ضد ايران لكبح جماحها وإنهاء مشروعها النووي.
حتى اللحظة إيران تقف لوحدها دون أي التفاتة من حلفائها في المنطقة، وتسعى إلى كسر هيبة إسرائيل عبر امتلاكها لمخزون ضخم من الصواريخ والطائرات المسيرة، ايمانا منها بأهمية استكمال برنامجها النووي، للعمل على استكمال مشروعها في المنطقة، وسط تفوق نوعي لسلاح الجو الإسرائيلي ونظام دفاع جوي متطور، إذن منطقة الشرق الأوسط أمام مشروعين إيراني واسرائيلي، وكلا الدولتين تحاولان أن تشكلا كل منهما قطبا لفرض نفوذه وسيطرته على المنطقة.
الأردن نأى بنفسه أن يكون طرفا في الصراع، وأكد حياده المطلق مما يجري بين ايران وإسرائيل، وعبر عن موقفه بأنه لن يكون ساحة حرب ولن ينحاز لطرف على حساب الآخر، ولن يسمح باختراق أجوائه عبر اتخاذه حزمة من الإجراءات الاحترازية، للحفاظ على أمن وسلامة مواطنيه، بعيدا عن التورط في أي نزاع اقليمي، بصفته غير معني في الصراع الدائر بين الطرفين، وحذر من تداعيات ما يجري على المنطقة بأسرها، وشدد على ضرورة التفات المجتمع الدولي على ما يجري من جرائم بشعة بحق الغزيين من آلة العدوان الإسرائيلي، وأن لا يحول الصراع بين طهران وتل أبيب إلى ما يجري في غزة.
أمريكا ترى في الحرب أداة تكتيكية لتحسين شروط التفاوض مع ايران حيال برنامجها النووي، الذي يبدو حتى الآن مدى تصميم طهران على استكماله، بالرغم من معارضة دول عدة وفي مقدمتها الولايات المتحدة على امتلاكها لسلاح نووي لاسهامه في تأجيج الصراع في المنطقة والحد من فرص السلام، مما يعني أن مرحلة كسر العظم قادمة في حال تعنتت إيران واستمرارها في تنفيذ ضرباتها الصاروخية المتبادلة مع اسرائيل.