عمون - انعقدت في تونس أشغال الدورة الاستثنائيّة للجمعيّة العامة للمنظمة العربيّة للأسرة والتنمية الاجتماعيّة، والتي تمّ خلالها انتخاب التونسيّين هادية بهلول أمينةً عامةً للمنظمة، ومحمد درعة أمينًا للمال.

وجرت أشغال هذه الدورة الاستثنائية بحضور السيّدة وفاء أبو بكر الكيلاني، رئيسة المنظمة العربيّة للأسرة والتنمية الاجتماعية ووزيرة الشؤون الاجتماعية بحكومة الوحدة الوطنية الليبيّة، والسيّدة أسماء الجابري، وزيرة الأسرة والمرأة والطفولة وكبار السنّ بالجمهورية التونسية، وبمشاركة حضوريّة وافتراضية لممثلي 20 دولة عربية شقيقة من هياكل حكومية ومستشارين، وعدد من المنظمات والجمعيات المنخرطة في المنظمة.

وأكّدت السيّدة أسماء الجابري التزام الدولة التونسية، وفق توجّهات رئيس الجمهورية الأستاذ قيس سعيّد، بخياراتها الوطنية الثابتة في مجال تكريس الدور الاجتماعي للدولة، وإيلاء الأهمية لقضايا الأسرة، والحرص على الارتقاء بمكانتها في السياسات الوطنية العمومية، وفي إطار أولويات العمل العربي المشترك.

وبيّنت الوزيرة أنّ اختيار تونس لاحتضان هذا الاجتماع العربي الهام يمثّل مبادرة لتعزيز فرص تبادل الخبرات والتجارب العربية في مجال الأسرة، باعتبارها قيمة اجتماعية محورية لتأسيس مجتمع متماسك ومتوازن، مثمّنة حرص الدول الأعضاء على مواصلة استضافة تونس لمقرّ الأمانة العامة للمنظمة، التي انطلقت في نشاطها بمبادرة تونسية منذ سنة 1977.

وأعربت الوزيرة عن ثقتها في التركيبة الجديدة للأمانة العامة التي تمّ انتخابها اليوم، للعمل على مزيد إثراء البرامج وخطط العمل، ووضع تصوّر تشاركي يساهم في رسم استراتيجية عمل عربية لدعم التماسك الأسري وحماية الأسرة من مختلف المخاطر، في تناغم مع أهداف ومؤشرات التنمية في الدول العربية.

وتوجّهت السيّدة وفاء أبو بكر الكيلاني، رئيسة المنظمة ووزيرة الشؤون الاجتماعية بحكومة الوحدة الوطنية الليبية، بالشكر إلى الجمهورية التونسية لاستضافتها هذا المؤتمر الاستثنائي وحسن تنظيمه، معربةً عن دعم حكومة الوحدة الوطنية الليبية لجهود المنظمة، ومجدّدة التزام المنظمة الراسخ والمسؤول بالعمل على تحصين الأسرة وتمكينها وتحقيق التماسك الأسري.

كما بيّنت أنّ هذا الاجتماع الاستثنائي تضمّن اعتماد الأمين العام وأمين المال الجديدين، وعرض بنود جدول الأعمال، واقتراح الأعضاء مبادرات وبرامج لسنة 2025، وإثراء النقاش حول مبادرات المنظمة، مبرزةً الحرص على تفعيل اتفاقيات التعاون السابقة وعقد شراكات جديدة مع العديد من الدول العربية والمنظمات الإقليمية.

وأعلنت في هذا الصدد عن استعداد المنظمة لعقد مؤتمر دولي إقليمي يتناول تحديات الأسرة العربية، ويسلّط الضوء على أبرز البرامج التي تدعمها المنظمة لفائدة الأسر العربية، موجّهة الشكر إلى جامعة الدول العربية لدعمها المنظمة واعتمادها كعضو مراقب في اجتماعات الجامعة.

من جهتها، أكّدت السيّدة هادية بهلول، الأمينة العامة الجديدة للمنظمة، عزمها الانطلاق في مسار تصحيحي يهدف إلى تعزيز إشعاع المنظمة العربيّة للأسرة، ووضع برنامج عمل وفق مقاربة تشاركية بين جميع الهياكل وأعضاء المنظمة والجمعيات، يرتكز على رؤية بنّاءة وفاعلة، وتكثيف الأنشطة والتظاهرات والأعمال الميدانية، مع التركيز على الأسرة في المنطقة العربية وما تواجهه من تحديات ناشئة، مثل الثورة التكنولوجية والرقمية التي أثّرت على التواصل داخل الأسرة.

وتجدر الإشارة إلى أنّ هذه الدورة الاستثنائية شهدت، بالإضافة إلى انتخاب أمين عام وأمين مال للمنظمة، تقديم خطة عمل المنظمة لعام 2025، ومناقشة مقترحات الأعضاء.