facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




حرب الاستنزاف بين إيران وإسرائيل: فعل وردّ فعل .. ولمن تميل كفة الصبر؟


صالح الشرّاب العبادي
23-06-2025 04:26 PM

في المشهد الجيوسياسي المتأجج، حيث لا هدنة تلوح في الأفق، تتصاعد حرب الاستنزاف بين إيران وإسرائيل في أخطر صورها وأكثرها تداخلاً. إنها حرب معلنة و مرئية بكل تفاصيلها، تُدار عبر الطائرات الشبحية والطائرات المسيرة والصواريخ الفرد صوتية ، وصواريخ الكروز، واختراقات استخباراتية، وعمليات سيبرانية، واغتيالات مركّزة، وقصف جراحي في عمق العمق.

ليست حرباً شاملة… لكنها ليست محدودة.

إنها معركة “النفس الطويل”… فعلٌ وردُّ فعل.

أولاً: ما طبيعة هذه الحرب؟

لم تعُد المسألة مجرد اشتباك مؤقت أو ضربة محدودة، نحن أمام سلسلة متصلة من الردود المتبادلة بين قوتين إقليميتين تتنازعان على “الهيبة” و”الردع” و”الوجود”.

•إيران تتقدم في إستراتيجيتها التراكمية لضرب الداخل الإسرائيلي، مستهدفة منشآت حيوية، ودوائر أمنية، وشبكات متطورة باستخدام مخالبها ومن المحتمل ان تتدخل وكلائها إضافة إلى قدراتها المباشرة المتنامية بالتركيز والتنسيق.

•إسرائيل، في المقابل، تتعمّق بضربات جراحية مباشرة داخل إيران: فوردو، نطنز، مراكز تطوير الصواريخ، قيادات الحرس الثوري، بل وقلب طهران أحياناً ، محاولة السيطرة على الموقف والمحافظة على زخم الهجوم الجوي والسيادة الجوية .

ثانياً: هل تميل حرب الاستنزاف لصالح إيران أم إسرائيل؟

لصالح إيران؟

•إيران مؤمنة بأنّها تخوض حرب وجود طويلة الأمد، العقل الاستراتيجي الإيراني بُني على قاعدة “نستنزف خصمنا بالنَّفَس”.

•لديها جغرافيا ممتدة، وعمق شعبي تعبوي، وتحالفات غير رسمية تؤمّن لها أوراق ضغط متعددة من دول تدعم بدون إعلان وأذرع من المحتمل ان تدخل الحرب وهو توقع وليس حتمي ،

•كل تصعيد يمنحها فرصة لإعادة تعبئة الداخل المتململ، وتثبيت سردية نحن في محور المقاومة ، مع هيجان عربي وإسلامي وعالمي شعبي يتوق لوجع ومعاناة اسرائيل كما عانت وتعاني غزة ..

. تعلم ان الحرب طويلة الامد هي حتماً ضد استراتيجية العقيدة الإسرائيلية .. والحرب الطويلة ترهق الكيان الصهيوني اقتصادياً واجتماعياً ونفسياً وأرهاق عسكري غير مسبوق.

لصالح إسرائيل؟

•إسرائيل تفهم أن السرعة والحسم مهمان، لذلك تتبع سياسة “الضربة الاستباقية”. لا تترك لإيران مساحة للمفاجأة.

•قدرتها العسكرية والتقنية تجعلها تتحرك بسرعة الضوء — ردود دقيقة، مكثفة، ذكية.

•ضربت مراراً داخل إيران دون أن تفقد قدرتها على الإنكار أو الإدارة السياسية الداخلية.

لكن هي تخشى من اطالة امد الحرب في ظل حنق شعبي كبير وانهيار معنويات الشعب الاسرائيلي ، ومطالبات بالانفكاك ،.

ثالثاً: لعبة الأعصاب… وفعل وردّ الفعل

الخطير في هذا النوع من الصراع أنه لا يُدار بوساطة واضحة، ولا تُرسم له خطوط حمراء معلنة ، كل طرف يتصرف كما لو كان يملك زمام المبادرة:
•عندما تضرب إيران أهدافاً استراتيجية داخل إسرائيل، تتعامل كأنها “صاحبة اليد العليا”.

•لكن إسرائيل، وعبر كل رد، تعيد ضبط المعادلة، مكرسة أن أي ضربة إيرانية لها ثمن باهظ.

وهنا تتضح قواعد الاشتباك الجديدة:

ليست هناك خطوط حمراء دائمة… فقط ميزان ردع متغيّر.

رابعاً: إلى أين؟ وما الخلاصة؟

تبدو هذه الحرب، في ظاهرها، حرباً لا منتصر فيها.

لكن في عمقها، هي اختبار لمن يستطيع تحمّل الاستنزاف أكثر، نفساً واقتصاداً واستقراراً داخلياً.

•إيران تراهن على الزمن والشرعية الثورية والتحمل.

•إسرائيل تراهن على الردع الفوري والتفوق النوعي والدعم الغربي.

وفي المنتصف، المنطقة كلها تتأرجح على حبل النار… فكل تصعيد قد يقود إلى اشتباك أوسع، وكل تهدئة مؤقتة هي استراحة مقاتل في معركة طويلة.

الكلمة الأخيرة:

ليست هذه الحرب كما نعرفها، بل كما تخشاها الجغرافيا والاقتصاد والسياسة معاً.

وكل “فعل” من طرف… لا بد أن يُقابله “ردّ” من الطرف الآخر، حتى يُقال إن الحرب استنزفت كل شيء ، إلا جنون الردّ القادم.

كنا نتمنى لو ان ايران في تاريخ صراعها لم تكن توجه سهامها يوماً ما إلى ابناء جلدتها وجيرانها ،،،لتغيرت المعادلة ووجدت الدعم العارم الغير مسبوق..

لكن ، ولامانة الكلمة والتاريخ ، في كل رشقة صاروخية لقلب الاحتلال ، يعيد شيء من كرامة الأمة المهدورة .





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :