رموز للصمود الطوعي .. والعطاء تحت الحصار في غزة ج2
د. بركات النمر العبادي
25-06-2025 10:21 AM
نقدم بعض من النماذج الطوعية للصمود الغزي رغم الحصار وتحت القصف الاسرائيلي:
1- الشهيد أحمد العربي – "الرسام المقاوم" :شاب غزّي احترف الرسم الرقمي وخصص أعماله لتوثيق العدوان على غزة، رسوماته وصلت للعالم عبر تويتر وإنستغرام، وعبّر فيها عن مشاعر الخوف والأمل، استُشهد وهو يرسم ، فأصبحت أعماله تُعرض كأيقونات مقاومة فنية.
2- حنين أبو شريفة – "الصحفية الصغيرة" : فتاة من غزة بدأت بإعداد تقارير ميدانية عبر موبايلها خلال العدوان ، وتنقل الأحداث بلغتها البسيطة ، اصبحت ضيفة على عدة قنوات عربية ودولية، وصوتًا نقيًا للطفولة المقاومة، وقد تم تكريمها في أكثر من فعالية دولية.
3- فريق "تكامل غزة" – ريادة أعمال تحت النار : مجموعة من الشباب أطلقوا تطبيقات تعليمية للأطفال خلال الحرب لتعويض التعليم المدرسي المفقود، تغلبوا على انقطاع الكهرباء والحصار وحققوا آلاف التحميلات ، وشاركت مشاريعهم في مسابقات عربية.
4- الشهيد محمد أبو عمشة – "المبرمج المقاوم" :طالب جامعي في البرمجة ، عمل على مشروع تطبيق يُوثق جرائم الاحتلال لحظيًا ، استُشهد وهو يعمل على تطوير النسخة الثانية ، وتم إكمال مشروعه لاحقًا من قبل زملائه كتحية وفاء.
5- شهد البنا – رائدة التطوع والمساندة النفسية : أطلقت مبادرة "خيط الأمل" لمساعدة الأطفال نفسياً بعد الحروب باستخدام اللعب والرسم انجزت برامج دعم نفسي في المخيمات رغم قلة الموارد، وتلقت دعماً من منظمات أوروبية.
6- فرقة "العودة" الموسيقية : مجموعة شبابية من غزة تستخدم الموسيقى كأداة مقاومة ثقافية، تُغني لفلسطين والكرامة ، تنظم عروضاً حية من داخل الأنقاض، وتبثها للعالم رغم القصف.
هذه النماذج تُظهر أن الصمود ليس مجرد تحدٍ للعدو، بل هو فن، وعلم، وروح ، ومشروع حياة، ومن النماذج النسائية الملهمة في سياق الصمود الطوعي:
1- إيمان عزيز – "الناجية القائدة" : فقدت ثلاثة من أطفالها في قصفٍ على بيتها خلال عدوان 2014، بعد فترة حزن وألم ، أسست مبادرة لدعم الأمهات الثكالى نفسيًا وروحيًا، و نظمت حلقات دعم جماعي وورش تدريب على مهارات الحياة ، واختيرت ضمن قائمة نساء رائدات في العمل الإنساني.
2- أمل التتر – "الريادية رغم الحصار":خريجة هندسة، أطلقت مشروعًا صغيرًا لإعادة تدوير بقايا الحرب (قذائف، معادن) وتحويلها إلى ديكورات فنية ، حولت مشروعها إلى مصدر دخل لعائلات شهداء ونساء معيلات، نالت دعمًا من مؤسسات دولية، وظهرت في وثائقيات عالمية.
3- آية الكفارنة – "صوت الأطفال" :معلمة من غزة أطلقت قناة يوتيوب توعوية للأطفال خلال فترة الإغلاق والحصار، أنتجت محتوى تعليمي ديني وإنساني بلغة مبسطة للأطفال،ساعدت في تخفيف الضغط النفسي على آلاف العائلات في فترة العدوان.
4- د. منى الكرد – "الصوت الحقوقي الدولي" : ناشطة ومحامية فلسطينية شابة من حي الشيخ جراح بالقدس، من أبرز الأصوات النسوية في الدفاع عن الحق الفلسطيني، تسافر وتمثل القضية الفلسطينية في المؤتمرات الدولية، لها تأثير واسع على جيل الشباب في الداخل والشتات.
5- مريم الغول – "قائدة الزراعة المقاومة" : شابة فلسطينية تدير مشروع زراعة على حدود غزة، وتواجه الاعتداءات المباشرة، تعلم نساء المنطقة تقنيات الزراعة العضوية، وتحول الأرض إلى مصدر صمود وغذاء، قصتها نُشرت في تقارير دولية كنموذج "الزراعة تحت النار".
6- فرقة "نساء الأرض": فرقة نسائية فنية تقدم عروض مسرحية وغنائية حول معاناة النساء في الحصار، تدمج بين الفن والدعم النفسي للنساء المتضررات من العدوان، تقيم عروضًا في المراكز المجتمعية والمخيمات، وتُبث أعمالها على السوشال ميديا.هذه النماذج ليست فقط قصص نجاح فردية، بل تمثّل طاقة مجتمع كامل يقوده الصبر والإيمان والكرامة.
والنماذج النسائية كثيرة في الصمود الطوعي بغزة ، ففي خضم الحصار والقصف المستمر على غزة ، تطل نساء فلسطينيات بقصص استثنائية، هنّ ليسن ضحايا فقط ، بل عاملات تغيير، رائدات في مجالات الزراعة ، الريادة، البيئة، والحقوق، وقد اكتسبن بعدًا رمزيًا في المقاومة الصامتة والمتواصلة.
وفي مبادرة زراعات ضد العدوان شكلت المجموعة المؤلفة من غيداء قديح، نادين أبو رك ، أمل النجار، وغيرهنّ من خريجي الجامعات، أسسن معًا مشروع "Green Girls" عام 2020 في خان يونس. رغم أنها تقع على بعد بضع مئات من الأمتار من السياج الأمني، واستهداف متكرر بسبب القصف المستمر، فإنهن بادرن بزراعة الخضروات في الأراضي المحررة وافتتحن بيوت زجاجية، وتحدين الحصار بأساليب زراعية مبتكرة ،أن «العودة إلى الأرض كانت عودة للروح» . هذا العمل هو مثال حي على أن الزراعة تمثل مقاومة استراتيجية وتأكيدًا على صمود الهوية والعيش.
وقد قامت إنعام الغول – بمشروع التدوير والطاقة المستدامة : المهندسة الزراعية إنعام الغول، من خلال مشروع "إبرة وصنارة"، تحوّل نفايات الأقمشة والجلود إلى منتجات مدروسة (حقائب، أثاث) باستخدام يد عاملة من النساء ذوات الإعاقة. وبعد قصف أكتوبر 2023، طوّرت نموذجًا اقتصاديًا لتوليد مياه صالحة للشرب من مياه البحر وتصميم موقد شمسي، لتلبية حاجة السكان تحت الأنقاض والظلام en.wikipedia.org. إنّ إنعام مثال على الابتكار الاجتماعي في ظروف قاهرة.
نساء الزراعة الحضرية : منتجات من رحم الحصار: تشير دراسات (مثل تقرير "Gaza Foodways"، ديسمبر 2024) إلى أن أكثر من 300 امرأة منتجة زراعياً في شبكة Urban Women’s Agripreneur Forum (UWAF) واصلن الانتاج حتى أثناء القصف، ويسهمن في الأمن الغذائي المحلي والمساعدة المجتمعية ، ويستخدمن أنظمة زراعة حضرية (أسطح ومنازل) للحفاظ على الغذاء الثقافي وزراعة البذور التقليدية، لتأمين أنواع غذاء مستدامة وغنيّة بالقيمة الغذائية في مواجهة التحديات الكبرى.
وفي المحصلة – نساء غزة : صانعات صمود من قلب الأزمة:
•الزراعة وإعادة البناء: امرأة تصنع الحياة بعد الدمار.
•الإبداع والتدوير: تحويل القتل الاجتماعي إلى منتج وظيفي.
•التمكين المجتمعي: مشاركة النساء في التخطيط الغذائي والثقافي.
•المقاومة الرقمية: توثيق، تعليم، نشر، وتصعيد صوت الحق.
وفي ظل ظروف قاهرة أدت إلى وقوع آلاف الضحايا، بما فيهم النساء والأطفال، تبرز قدرة المرأة الفلسطينية على تحويل الألم إلى حافز للتمكين، والتحرك الاجتماعي، واستعادة الكرامة الجماعية.
وختامًا، تقدّم هذه النماذج رؤى دقيقة لصورة أكثر شمولية عن الصمود الفلسطيني النسوي في غزة: ليس صمودًا خائفًا أو متبرعًا به، بل صمودًا طوعيًا، واعيًا، عقلانيًا، ويمتد عبر الزراعة، التصميم، المبادرات المجتمعية، والتعليم.
حمى اللة الاردن وسدد خطى قيادته وشعبه نحو الأمن والسيادة والكرامة.