facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




امتحان التوجيهي 2025: صعوبة مفروضة أم تمهيد لإسقاط نظام؟


صالح الشرّاب العبادي
27-06-2025 01:38 AM

ما جرى في امتحانات التوجيهي لهذا العام ليس مجرّد اجتهاد تربوي خاطئ أو عثرة في الصياغة ، ما جرى هو زلزال تربوي، وصدمة اجتماعية، وهزة ثقة كبرى في منظومة التعليم الأردنية، هزة شعر بها كل بيت، كل طالب، وكل ولي أمر جلس بانتظار ابنه خارج القاعة وهو يحمل خوفه على كتفيه.

جاء الامتحان – خاصة في مباحث الرياضيات واللغة العربية واللغة الإنجليزية – خارج حدود العقل التربوي والإنصاف الأكاديمي. أسئلة معقدة، غامضة، تفوق الوقت المخصص، وتصيغ الطالب كخصم لا كمجتهد.

فما الهدف؟ ولماذا الآن؟

هل كانت هذه الصعوبة المفرطة محاولة متعمدة لإقناع الناس بأن النظام التعليمي القائم فشل بامتياز، ويجب أن يُنسى ليفسح المجال للنظام الجديد؟
أم هي تصفية حسابات داخلية على حساب جيلٍ كاملٍ من الطلبة؟

أم أن القائمين على التعليم لا يعلمون حقًا حجم الفجوة بين ما يُدرّس وبين ما يُطلب من الطالب تحت الضغط، وبين ما تفرضه الحياة من تفاوتات طبقية، واقتصادية، واجتماعية ، وبيئية تعليمية بتفاوت طبقي هائل.
فامتحان اللغة الإنجليزية والتي هي ليست لغتنا الأم كانت مخصصة فقط لابناء الذوات أصحاب الياقات البيضاء الذين لا يعيشون في الأردن بل يعرفونها ب( Jordan).. !!!

في هذا المشهد، تراجعت الوزارة واختفى صوتها، بينما تقدّم المعلمون الحقيقيون، أولئك الذين لا تقيّدهم المناصب، بل يُحرّكهم ليصفوا امتحان الرياضيات بأنه “فاشل” ويمنحه علامة 1 من 10 ومؤسف للغاية لم يراعي اي شيء من جداول المواصفات ، اخرون قالوا ان الأسئلة معقدة وتحتاج إلى عبقرية فذة ووقت مرير لاستيعابها وحلها وهي لا تقيس قدرات على الإطلاق بل هي تعجيزية بقدر ما تحمله الكلمة من معنى ، واخرون قالوا هل واضع الاسئلة هو يعي حقيقة ما ألف وتفنن اثناء وضع الاسئلة..ام ان هناك استخدم في كتابتها ريبورت فضائي او تم استعمال الذكاء الاصطناعي في وضعها وطلب منه ( ضع اسئة بالغة الصعوبة والتعقيد) ؟ والذي عجر عن حلها هو نفسه الذكاء الاصطناعي…!!!

هؤلاء الاساتذة هم الجنود المجهولون، الذين أنقذوا التوجيهي من أن يتحوّل إلى كارثة نفسية في مواساتهم للطلاب وعائلاتهم…
علماً ان نظام التعليم لدينا هو الذي اوجد طبقتين من التعليم ، التعليم التجاري ، والتعليم على الهمة والقدرة المادية والبيئية.

لكن السؤال الأصعب:
لماذا أُرهق الطلبة عمدًا؟ لماذا خرج بعضهم باكيًا، وآخرون صامتون، وآخرون غاضبون؟
ما الهدف من إحساس الطالب بأن جهده ضاع، وأن ما تعب لأجله اثنا عشر عامًا، سحقته ورقة امتحان في لحظة عمر الطالب التعليمي .

يا سادة، إن كنتم تريدون إقناعنا بالنظام الجديد، فلا تهدموا النظام القديم على رؤوس الطلاب.
التغيير لا يأتي من التعقيد والضغط، بل من الرؤية والعدل والرحمة.
وإن كنتم تعلمون أن التوجيهي بنظامه الحالي لا يصلح، فذنب الطالب ليس أنه آخر دفعة فيه ، وهل تناسيتم ما تم عام ٢٠٠١ باستخدام نفس النظام وحصول الطلاب على علامات فلكية ..

التوجيهي هذا العام كان امتحانًا للنظام أكثر مما هو امتحان للطلبة.
فإما أن نستيقظ جميعًا ونعترف بالفشل التربوي المؤسسي، أو نستمر في دفن الرؤوس، متناسين أن الثمن هذه المرة لم يكن علامة فقط، بل جيل كامل من الثقة المحطمة والأحلام المرهقة.

وإذا بقي كل شيء كما هو، فانتظروا يومًا تنهار فيه ثقة الطالب، لا فقط بالنظام، بل بكل من قال له: “ادرس، ستنجح.”





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :