في إحدى الجلسات النسائية أخبرتني معلمة قديرة تركت التدريس منذ سنين طويلة بعدما انهت خدمتها في سلك التربية والتعليم ، حيث قالت أن ثمة مسؤول تقلد حقيبة وزارة التربية والتعليم في إحدى السنوات ، كان يجول مدارس المملكه يوميا ، حينما يهم بالدخول إلى الإدارة يطالب فورا بدفاتر التحضير للمعلمات أو المعلمين هكذا حتى كان النتاج معلم ملتزم ومسؤول وطالب واع ومجتهد ومحط مسؤولية.

وصلنا اليوم إلى تعليم متهاوي ، تقوده الواسطات والرشاوي ، وجيل ضحية لصناع القرار فتجد طالب التوجيهي كبش فداء لكل مايحصل من فلسفة تعليمية جديدة أعادتنا لا للخلف بل للهاوية ، طلبة مضطربين ، وهمم تتضائل بعد كل امتحان ، واسئلة عشوائية ومنها المعقد ومنها الخاطىء ومنها غير المنطقي ، وهذا ماشكل عبىء لا على الطلبة فقط بل على الأهالي الذين باعوا جل ما يملكون لصالح حصص الخصوصي والبطاقات .

مايحصل من جعجعة سنوية في مرحلة التوجيهي لا يدل إلا على أزمة حقيقة مستفحلة وتحتاج إلى ثورة من قبل الأجيال القادمة لإنهم حتما سيقعون بمصيدة الفشل التي نسجها الإداريون في الوزارة والحبل على الجرار ، وبالعربي الفصيح اقولها لكل من أهمل وأوصل التعليم في الأردن إلى هذا النحو : خنتم الوطن في وضح النهار وهذا عليكم عار ، إما أن تحموا الوزارة من العابثين بمستقبل أبناء الأردن أو لتقدموا استقالاتكم أمام هذا التهاوي والضعف والفساد .