ومضات في عيد ميلاد الحسين
النائب تيسير أبو عرابي العدوان
28-06-2025 08:46 AM
لقد اجتمع في حزيران ما لا يجتمع في غيره من شهور السنة، فكأنما انتفضت الأرض من جديد، وكأن الربيع قد تجاوز شهر نيسان وأزهر في حزيران. كيف لا، وقد اجتمعت أربع مناسبات عزيزة على قلب كل أردني يؤمن بالله – تبارك وتعالى – ويصنع التاريخ ويمجّد الفكرة التي بُنيت على أساسها المملكة الأردنية الهاشمية، المستندة والمنبثقة من ثورة العرب الكبرى، بقيادة الشريف الحسين بن علي – طيب الله ثراه – التي نادت بالحرية والعدالة ورفض الظلم والهوان.
فكان الأردن، وما زال وسيبقى، عربيَّ الوجود هاشميَّ الانتماء، تمتد راية العز من قائد هاشمي إلى آخر، والهدف واحد، والقلب واحد، والعروبة دماء تسري في العروق، والقضايا المصيرية هي عنوان حكمة القيادة التي لا مثيل لها في كافة أنحاء المعمورة.
ستة وعشرون عامًا على ذكرى جلوس سيدنا على عرش المملكة الأردنية الهاشمية، فألف مبارك لسيدنا وأبينا وقائدنا الحكيم، جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين المعظم، وألف مبارك للشعب الأردني والعربي، فبمثل أبي الحسين تُرفع الرؤوس وتُؤدَّى التحية، وتزدان الدنيا وما فيها ببهيِّ طلعته وعظيم شأنه.
وها نحن نلتقي اليوم في ذكرى سعيدة أخرى، تملؤنا فرحًا وسعادةً وفخرًا، ألا وهي ذكرى ميلاد صاحب السمو الملكي الأمير الحسين بن عبدالله، ولي العهد المفدى – حفظه الله – الابن الأكبر لجلالة الملك عبدالله الثاني المعظم – حفظه الله ورعاه – وحفيد الحسين بن طلال – طيب الله ثراه – الذي يسير بخطاه الواثقة على درب الهاشميين الأشاوس.
هذا يوم أردني بامتياز، نتنسّم منه وبه نفحات حزيرانية عابقة بكل ما في الأرض الأردنية من شموخ وفخار واعتزاز. كيف لا، ونحن ما زلنا نتفيّأ ظلال مناسبات وطنية نُقشت في نفوسنا بمعاني الوفاء والولاء والانتماء لهذا الوطن الغالي، المفتدى بالمهج والأرواح، ولقيادته الهاشمية الخالدة والمظفّرة.
وإننا إذ نحتفل بعيد الجلوس الملكي، وذكرى ثورتنا العربية الكبرى، ويوم الجيش، وتباشير عيد ميلاد سمو ولي العهد المعظم، لندرك تمام الإدراك أن زمانًا جاد فيه الله علينا بقيادتنا الهاشمية هو زمان خصب. وبرغم كل التحديات والصعوبات التي تعصف بالمنطقة، فإننا نثق بالله العلي العظيم، وبقدرة قيادتنا الهاشمية الفذّة، ونعلم أننا سنخرج كما كنا دوماً، رافعين رؤوسنا. فقد تعلّمنا من تاريخنا المجيد أن الحق يعلو ولا يُعلى عليه، وأن الثورة المجيدة التي انطلقت بأقل الإمكانيات وأعظم العزائم، لا يمكن أن توقفها أعاصير الدنيا.
وفي خضم هذه المناسبات الوطنية الميمونة، التي هي وسام شرف على صدر كل أردني وأردنية، وكل نشمي ونشمية، نفاخر بأننا الأبناء الأوفياء، الذين رضعوا حب الأردن وقيادته من أمهاتهم، وربّوا أبناءهم على ما تربّوا عليه من عشقٍ للوطن والقيادة، لتبقى الراية الأردنية خفّاقة عالية، في ظل حضرة صاحب الجلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين – أدام الله ملكه – وحفظ ولي عهده، الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، الساكن في سويداء قلوبنا، والمحروس بأرواحنا، عهدًا لا نخلفه ولا نحيد عنه حتى يرث الله الأرض ومن عليها.
فهنيئًا للأردنيين بعيد مولد أميرنا المحبوب، الذي امتلك حكمة والده المعظم، وسار على نهج أجداده الغرّ الميامين، مخلصًا للوطن، محافظًا على العهد، مؤمنًا بأن الهاشمي هو المؤتمن الأمين على الأمة، وعلى كل ذرة تراب عربية.
إن مواقف صاحب السمو الملكي الأمير الحسين بن عبدالله الثاني يعلمها القاصي والداني، فبوركت أياديه، وحفظه الله ورعاه، وحفظ جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين، فذاك الشبل من ذاك الأسد.
إن احتفالنا اليوم بهذه المناسبة السعيدة إنما يأتي لتكريس مفاهيم الولاء والمحبة والفخار بهذه العائلة الهاشمية المظفّرة، سليلة الدوحة النبوية الشريفة، وعِترة آل البيت الكرام. ويأتي أيضًا للتأكيد على أننا، في ظلال هذا الوطن الحبيب المعطاء، نلتف حول القيادة الهاشمية الفذّة يدًا بيد، لبناء مستقبل الأجيال القادمة، التي ستحمل الأمانة، وترفع دومًا رايات العز وتُعلي البناء.
أردننا هو قلعتنا التي نحرسها بأرواحنا، والهاشميون هم القلب الذي يضخّ الدم في العروق، لنبقى أحياءً أحرارًا أعزّاء، ورايتنا خفّاقة، وجباهنا عالية، وقلوبنا عامرة بحب الوطن وقيادته الملهمة. وفي ظل هذه المشاعر المفعمة بالغبطة والفرح والسرور، فإنه من حقّنا أن نباهي الدنيا بأسرها بنعمة القيادة الهاشمية الحكيمة، التي أنعم الله عز وجل بها علينا، فهي ثروتنا الحقيقية، وأساس قوتنا ومنعتنا.
حفظ الله الأردن الغالي المفدّى، وشعبه العزيز، وأدام عزّ العائلة الهاشمية المظفّرة.