facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




تجربة دمية كلارك


حسام الحياري
28-06-2025 02:50 PM

في تجربة أجراها عالمي نفس أمريكيين من أصل أفريقي، كينيث بانكروفت كلارك ومامي فيبس كلارك، عُرفت باسم “تجربة دمية كلارك”، حيث عُرضت على الأطفال دميتان متطابقتان، إحداهما بيضاء والأخرى ملونة، وسُئلوا: أيُّهما يفضلون اللعب بها؟ النتيجة كانت مؤلمة؛ معظم الأطفال اختاروا الدمية البيضاء، واعتبروا الأخرى "أقل جمالًا" أو "أقل ذكاءً".
هذه التجربة أثبتت أن الفصل العنصري لا يقتصر أثره على النظام القانوني، بل يتسلل إلى أرواح الأطفال، ويزرع فيهم شعورًا بالنقص وكره الذات.

قام الزوجين كلارك بإجراء أبحاث حول الأطفال في الأربعينيات من القرن الماضي باستخدام الدمى لدراسة مواقف الأطفال تجاه العرق. ساهم عمل كلارك في حكم المحكمة العليا الأمريكية الذي قضى بعدم دستورية الفصل العنصري القانوني في التعليم العام. وقد كتب رئيس المحكمة العليا إيرل وارن في ذلك الحين : "إن فصلهم عن الآخرين من نفس العمر والمؤهلات فقط بسبب عرقهم يولد شعورًا بالدونية تجاه مكانتهم في المجتمع قد يؤثر على قلوبهم وعقولهم بطريقة من غير المرجح أن تُصلح أبدًا."

الأطفال يولدون أنقياء، بلا تحامل، بلا كراهية، بلا تصنيفات. لكن مع الوقت، تتكفل بيئتهم—الإعلام، التعليم، المجتمع—بإفساد تلك البراءة وتضع الطفل في بيئة لا ترحم نفس الطفل ولا عقله.

ومع دخول العالم الرقمي، باتت التحديات أعقد. أصبحت المقارنات والمفاهيم المغلوطة عن الجمال والقيمة تنتقل عبر الشاشات الصغيرة، وتُثقل كاهل الأطفال، وحتى الكبار، نفسيًا وعاطفيًا.

ويبقى السؤال الجوهري:
كيف نحمي هؤلاء الصغار من إرث الكبار؟
كيف نمنحهم بيئة آمنة ينمون فيها بسلام وثقة؟

كل هذا أعاد إلى ذهني واقع الأطفال الفلسطينيين تحت الاحتلال. كيف تؤثر سياسات الفصل العنصري والجدران والحواجز والعنف على إدراكهم لذاتهم؟ فوفق تقرير الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني الأخير، فقد قتل الاحتلال منذ السابع من أكتوبر ما يزيد عن 18 ألف طفلا،هذا فضلا عن المفقودين.

كيف يشعر الطفل حين يستشهد صديقه أو والديه أو يهدم منزله؟ كيف يشعر وهو يرى والديه يعانون على الحواجز والمعابر؟ كيف يشعر وهو محروم من حقوقه الأساسية فقط لأنه فلسطيني !! كيف يشعر وهو يقارن حياته بحياة الطفل الاسرائيلي ؟

تجربة دمية كلارك لم تنتهِ… فقط تغيرت ملامح الدمى بعد أن باتت تحت الركام، وتغيرت الأيدي التي تحملها.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :