الحُسين .. عيدٌ للثقة وبريقٌ لمستقبل الشباب
د. ثابت النابلسي
28-06-2025 11:56 PM
ليس يوم ميلاد سمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني مجرد مناسبة وطنية تُسجَّل في التقويم، بل هو محطة متجددة نراجع فيها مسارنا، ونشحذ فيها عزيمتنا، ونُعيد فيها تذكير أنفسنا أن للأردن ولي عهد يرافق شبابه، يؤمن بهم، ويرى فيهم القوة الكامنة لبناء المئوية الثانية.
من يعرف سموه، كما عرفته في محطات عديدة من العمل الميداني مع الشباب، يدرك تمامًا أن حضوره ليس بروتوكوليًا ولا رسميًا، بل إنساني، حيّ، ومُلهم. سموه لا يتحدث عن الشباب من بعيد، بل يراهم، يستمع إليهم، ويحتفل بإنجازاتهم وكأنها إنجاز شخصي له.
في كل لقاء معه، ترى في عينيه بريقًا حقيقيًا من الفرح عندما يسمع قصة نجاح، أو يرى مشروعًا شبابيًا يتحقق، أو يشاهد بعينه حجم الطاقة الكامنة في هذا الجيل.
هكذا يراه الشباب ، قريبًا منهم، يُشبه طموحاتهم، ويتحدث بلغتهم، ويمنحهم الشعور بأنهم ليسوا على هامش الرؤية، بل في قلبها.
قالها يومًا خلال لقاء مع شباب "مبادرة حقق": "الأردن مش رح يتقدم إلا فيكم، وإحنا ما بنستنى التغيير، إحنا بنصنعه." ومنذ تلك اللحظة، تبنّى الشباب هذه الرؤية كعقيدة عمل، وتحركوا في الميدان لا انتظارًا للمبادرة، بل شراكة في صنعها.
وفي كل محطة وطنية، نجد بصمة الشباب واضحة…
ففي الإنجازات الرياضية التي أوصلت الأردن إلى كأس العالم، وفي المبادرات الاجتماعية التي ترمّم الثقة بين المواطن والدولة، وفي المشاريع الاقتصادية الريادية التي تعكس فكرًا جديدًا ينبض بالحياة.
وكل هذه النجاحات تحمل شيئًا من روح الحُسين، ذلك الشاب الذي اختار أن يكون بين الناس، لا فوقهم.
ولكن… ماذا نعرف حقًا عن سمو ولي العهد؟
هل تساءلت يومًا ، ماذا يُفرح ولي العهد؟
ومتى يبتسم من قلبه؟
ما الذي يُحزنه، أو يزعجه بصمت؟
ليس سرًا أن من يراقب خطوات سمو الأمير الحسين بن عبدالله يرى فيه صورة القائد الذي لا يتكلّم كثيرًا عن نفسه، بل يجعل أفعاله تتحدّث.
لكنه في كل ظهور، يترك أثرًا… سواء بابتسامة عفوية وهو يستمع إلى شاب يروي قصة كفاحه، أو بلغة جسده حين يُصغي باهتمام لعامل بسيط يتحدّث عن همّ يومي.
يُقال إن من يحب وطنه يُرهق نفسه لأجله… وهذا ما نراه فيه. ليس كثير الكلام، لكنه كثير الفعل.
لا يحب المديح، لكنه يُلهمك أن تكتب عنه.
لا يفرح بالمظاهر، بل يفرح عندما يرى حلمًا شبابيًا يتحقق في قرية نائية أو حي مكتظّ.
سموه لا يعيش في فقاعة، ولا في ظلّ منصب، بل في قلب النبض الشعبي.
يكره التكلّف، ويقدّس البساطة. يبتعد عن الواجهات الإعلامية المصطنعة، ويختار أن يكون هناك… حيث الحاجة، حيث الفعل.
من يعرفه يدرك أنه لا يقف عند حدود المسؤولية الرسمية، بل يتجاوزها إلى المسؤولية الأخلاقية والوطنية… وهذا ما جعل الشباب يرونه قائدًا يشبههم، لا سلطة فوقهم.
هذا هو ولي العهد… شاب أردني الهوى، هاشميّ الجذور، معاصرٌ في تفكيره، أصيلٌ في رؤيته.
لهذا نحتفل بعيد ميلاده، ليس طقسًا احتفاليًا، بل بوابة نحو انطلاقة متجددة، نقول فيها: "نحن معك، لأنك معنا… في الهمّ، وفي الحلم، وفي الطريق".
كل عام وسمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني بألف خير، كل عام ونحن نزداد فخرًا بأننا نشاركه الإيمان بهذا الوطن، وأننا على العهد، ماضون معه في صناعة أردن أقوى، وأعدل، وأجمل، لأبنائه جميعًا.
وفي حضرة ميلاده، لا يسعنا إلا أن نُجدد البيعة لجلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين، القائد والرمز، الذي قدّم للوطن قائدًا شابًا يؤمن بالأردن كما نؤمن به، ويحمله كما نحلم به.