facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




إيران بين قنبلتها “المؤجلة” وضربات إسرائيل “المحتملة”


صالح الشرّاب العبادي
01-07-2025 12:11 AM

ثمة لحظات في تاريخ الأمم تتقاطع فيها الجغرافيا مع المصير، وتتشابك فيها الأسلحة مع القرارات، وتُختبر فيها الإرادات تحت لهيب الحروب القادمة. هذه اللحظة يبدو أنها تطرق أبواب الشرق الأوسط، مع تصاعد التوتر بين إسرائيل وإيران، وتكشّف معالم سيناريو بالغ الخطورة قد لا يبقى حبيس التصريحات أو التسريبات.

منذ أسابيع، تتوالى التقارير عن تعزيزات إسرائيلية غير مسبوقة ، أكثر من 20 طائرة عسكرية هبطت في المطارات، تحمل بطاريات دفاع جوي وصواريخ متقدمة، وسط تسريبات عبر الإعلام العبري عن تحضيرات لهجوم محتمل على منشآت نووية إيرانية ، وتأتي هذه التحركات بعد تسريبات سياسية وإعلامية عن خطة سلام إقليمي جديدة تشمل دول عربية وإسلامية ، يعتقد أن إيران خارجها تماماً، بل قد تكون على هامشها كخصم يجب تحييده.

لكن إيران ليست في موقع المتفرج ، فبينما تنكمش بل تتلاشى أذرعها في سوريا والعراق ولبنان واليمن تحت الضربات الإسرائيلية والأميركية، وتواجه جبهتها الداخلية ضغوطاً اقتصادية واجتماعية متراكمة، تفاجئ العالم بإشاراتها النووية الصاخبة ، إذ تشير أحدث تقارير الوكالة الدولية للطاقة الذرية (مايو 2025) إلى امتلاك طهران نحو 140 كغم من اليورانيوم المخصب بنسبة 60% – وهي النسبة التي لا تفصلها عن إنتاج سلاح نووي سوى خطوات فنية بسيطة. لكن الأخطر جاء من داخل البرلمان الإيراني، حين صرّح أحد الأعضاء عن وجود 400 كيلوغرام من اليورانيوم عالي التخصيب تم إيداعه في مكان آمن دون أن يحدده.

هذا الغموض المزعج لا يهدف فقط إلى الردع، بل إلى إرسال رسالة واضحة: إيران تمتلك ورقة النهاية، ولن تكون الحلقة الأضعف في معادلة ما بعد غزة. إنه استحضار صريح لـ”كأس السم” الذي شربه الخميني عام 1988 لإنهاء حرب العراق – لكنه الآن يبدو أكثر مرارة، وأقل طواعية.

وفي المقابل، ترى إسرائيل أن الفرصة التاريخية لا تُفوت، فإيران مشغولة، وضعيفة في محيطها، ومحاصرة دولياً، والمجتمع الدولي مُنهك من أزماته ولا يرغب بمغامرات نووية جديدة في الشرق الأوسط ، إسرائيل اليوم تحشد، ليس فقط لردع طهران، بل لإعادة رسم ملامح المنطقة من جديد، على طريقتها وبدعم أمريكي غربي لامتناهي ، وبلا مقاومة منظمة او موقف عربي مشترك يحدد او حتى يشارك في رسم تلك الملامح ، فهم الصفحة التي يتم الرسم عليها بأقلام خارجة عن ارادتهم.

المعادلة تتغيّر، ومعها تتغير قواعد اللعب: الردع لم يعد كافياً، والتهديدات لم تعد تمنع الانفجار ، الجميع يدرك أن الحرب إن اندلعت ، لن تكون خاطفة، ولا تقليدية، وربما لن تتوقف عند حدود إيران أو إسرائيل، بل من المحتمل ان تنزلق إلى عمق المشرق العربي.

في هذا المشهد، تبدو الخيارات ضيقة: إيران بين تسوية تُكلفها مشروعها الإقليمي وسلاحها النووي المحتمل، أو مواجهة قد تكتب نهاية نظامها كما نعرفه ، أما إسرائيل، فهي تخاطر بكل شيء لتفكيك ما بقي من “محور المقاومة”، قبل أن تتبلور ترتيبات ما بعد غزة وسوريا واليمن والعراق ..

هكذا، لا تعود المسألة: هل ستضرب إسرائيل؟ً بل هل تستطيع إيران الصمود بعد الضربة؟ والسؤال الأهم: من سيتحكم برماد ما بعد الانفجار؟






  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :