تحليل نجاح وفشل المبادرات الريادية في الاردن
د. بركات النمر العبادي
02-07-2025 11:40 AM
في حال تحليل أسباب نجاح وفشل المبادرات الريادية في الاردن في إطار التحديث الاقتصادي ، يستوجب دراسة الأبعاد الإدارية، والتمويلية، والتشريعية، والثقافية، والسياق العام للاقتصاد الأردني، وبناء على تحليل شامل مبنيًا على الواقع الميداني و بحسب المصادر الوطنية والدولية تبين ان من اهم اسباب نجاح او فشل هذه المبادرات ، ومن أسباب نجاح بعض المبادرات الريادية الاردنية:
1- الشراكة الفعلية بين القطاعين العام والخاص : المبادرات التي شُرعت بالتعاون مع مستثمرين محليين أو مؤسسات تمويل دولية (مثل صندوق الريادة الأردني بدعم من البنك الدولي) فانها قد نجحت في تقليص فجوة التمويل (وزارة الصناعة، 2023) ، كما ان القطاع الخاص قدّم برامج احتضان وتوجيه فعالة، مثل دعم Oasis500 و iPARK للشركات الناشئة.
2- التركيز على التكنولوجيا والقطاعات الواعدة : فقد كان لة دورا فاعلا ، فالتركيز على الريادة في تكنولوجيا المعلومات ، الطاقة المتجددة ، والتقنيات الزراعية ، جعل المشاريع أكثر قدرة على جذب الدعم الدولي والدخول في أسواق خارجية (OECD ) 2023 .
3- وجود بنية تشريعية محفّزة نسبيًا : مثل تعديلات قانون الشركات وقانون الاستثمار سهّلت إجراءات تسجيل الشركات ، مما زاد من تأسيس الشركات الصغيرة (هيئة الاستثمار، 2023) ، وكذلك قانون الابتكار رقم 26 لسنة 2018 الذي وفّر غطاء قانونيًا لدعم البحث والتطوير.
4- الدولي والتمويل متعدد المصادر : حصلت العديد من المبادرات على تمويل من الاتحاد الأوروبي والوكالة الألمانية GIZ، ما ضمن استمراريتها (USAID، 2024. ، وهذا يعد من النقاط التي تحسب لحكومة دولة جعفر حسان ، مع يقيننا ان هذه الجهود المبذولة كانت و ما زالت بتوجيه من جلالة الملك عبد الله الثاني وولي عهده الامير حسين المعظمين .
اما عن أسباب تعثر عدد من المبادرات الريادية فقد كان نتيجة :
1- ضعف الثقافة الريادية المجتمعية : من الواضح ان التعليم ما قبل الجامعي لا يُنمّي روح المبادرة أو التفكير النقدي ، ويغلب عليه التلقين (اليونسكو، 2023) ، ويعد الخوف من الفشل والوصمة المجتمعية تجاه الإفلاس لا تزال عوائق نفسية و ثقافية تواجه المبادرات الريادية .
2- نقص التمويل في المراحل المبكرة (Seed Stage): رغم وجود صناديق تمويل ، إلا أن شروطها غالبًا معقدة أو تتطلب ضمانات عالية ، و كذلك قلة صناديق رأس المال المخاطر (Venture Capital) الفعلية مقارنة بحجم الطلب.
3- ضعف الاستدامة والتخطيط طويل الأجل : بعض المبادرات تم إطلاقها ضمن مشاريع ممولة مؤقتًا ، ولم يتم دمجها في سياسات وطنية دائمة ، فتوقفت بانتهاء التمويل (UNDP (2024). ، و كذلك لعدم وجود مؤشرات أداء واضحة أو تقييم مستمر جعلها بلا مرجعية أو مسار تصحيحي.
4- الروتين الإداري والبيروقراطية : صعوبات في التسجيل ، و الترخيص ، والتحصيل الضريبي الإلكتروني ، والتعامل مع الجهات الحكومية المتعددة كلها تؤثر سلبًا على ريادة الأعمال (المنتدى الاقتصادي الأردني ( 2024).
5- ضعف الربط بين الجامعات و سوق العمل : معظم مشاريع التخرج والأبحاث الأكاديمية لا تُترجم إلى مشاريع ريادية قابلة للتطبيق ، بسبب غياب الحواضن الجامعية الفعالة (وزارة التعليم العالي 2023) ، كما انها تعتمد على تمويل خارجي ينقطع فجأة ، وتفتقر إلى بيئة قانونية/إدارية مرنة تولد ثقافة مجتمعية مشجعة.
الاردن يستطيع ان يحول التحديات الى فرص نجاح ، رغم ما يحيط به من الشرور ، وسوف يصمد وتنمو اقتصادته بما يو فر الرفاة و الامن لشعبه ، الذي يستحق التضحيه وما يبذل من جهود على مستوى القطاعات كافه .
حمى الله الاردن وسدد على طريق الحق خطى قيادته وشعبه