facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




في ذكرى رحيل والدي الحبيب


الدكتور مهند عبد الفتاح النسور
06-07-2025 10:34 AM

في السادس من تموز عام 2004، توقفت عقارب الزمن في قلبي حين غادر والدي هذه الدنيا إلى جوار ربه الكريم. مضت السنوات، لكن ذكرى رحيله ما تزال حاضرة في وجداني، يشدني الحنين إليه كلما هبّت نسمة صيف، أو سمعت كلمات كان يرددها، أو شعرت بحاجة إلى نصيحة صادقة ويد حانية.

لقد كان والدي رجلًا صارمًا، صاحب موقف لا يضعف ولا يلين، معروفًا بهيبته ووقاره، ومشهودًا له بفكره التقدمي الذي سبق أقرانه في كثير من المواقف النبيلة والمواقع المؤثرة. علّمنا الكرم والشجاعة وعدم الخوف من قول الحق، وغرس فينا أن نكون رجالًا نبلاء نتمسك بالقيم ونجعل الكرامة عنوانًا لنا. كان يؤمن أن الاحترام لا يُطلب بل يُكتسب بالعطاء وحسن الخلق، وربّانا على التآخي والتعاضد أينما حللنا وأينما ارتحلنا، حتى أصبحنا نحمل بصمته في تفاصيل حياتنا.

أبي، لا أستطيع أن أنسى ساعة الصباح الباكرة من ذلك اليوم، عندما لفظت أنفاسك الأخيرة بين يدي وعلى صدري. وكم تمنيت في تلك اللحظة أن تتوقف عقارب الزمن إلى الأبد. فمهما كبرنا، يظل المرء ضعيفًا أمام فقدان والده، وما أقسى الحياة بعد رحيلك. لقد كنت لي دائمًا الناصح والسند والعضد. رحمك الله يا أبي، كنت قويًا شجاعًا مهيبًا، يخشاك الناس لما تملكه من حضور وهيبة، ولما عُرفت به من قوة ومنطق في قول كلمة الحق دون أن تخشى في ذلك لومة لائم.

كنت أرى فيك معاني الرجولة الصادقة، والوفاء للأهل والأصحاب، والإخلاص في العمل مهما كان بسيطًا. في حضرتك، كنت أشعر أن كل شيء سيصبح بخير. وفي غيابك، أدركت أن الفراغ الذي يتركه الأب لا يملؤه أحد.

مرت إحدى وعشرون سنة منذ ذلك اليوم الحزين، لكن الدعاء لا ينقطع، والذكرى لا تخبو. أسأل الله أن يتغمد روحك الطاهرة بواسع رحمته، ويجعل قبرك روضة من رياض الجنة، ويجمعنا بك في مستقر رحمته.

إلى روحك يا أبي… سلام لا ينتهي، ووفاء لا يذبل، ودعاء لا ينقطع





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :