نتنياهو يعتقد جازما انه يغير الشرق الاوسط اقلها منذ السابع من اكتوبر 2023 وانه يمضى قدما على اعتبار ان التاريخ الذي يصنعة يمضي قدما و فق اهدافة و ارادتة المتمثلة في تحقيق انتصارات تجعل من إسرائيل قادرة على خلق نظام شرق اوسطي بمواصفات يمين اسرائيلي لا يعلم ان احداث وبالتالي تاريخ الشرق الاوسط المعقد عادة لا يمضي قدما و انما هنالك انحرافات جانبية تجعله يذهب بك الى جهات ونهايات لم تكن تتوقعها.

اذا نظرنا اقلها منذ حرب اكتوبر عام 1973 مرورا باتفاقات كامب ديفيد ثم احتلال بيروت واخراج منظمة التحرير الفلسطينية منها ومحاولة احداث واقع في لبنان يخدمها سرعان ما انقلب السحر على الساحر. ثم بروز قوى فلسطينية اخرى مثل حماس و انتفاضة عام 1987 لم تخطر على بال احد ثم نهاية حرب ثماني سنوات عراقية ايرانية انتجت احتلالا عراقيا للكويت ثم حرب تحالف متزامنة مع نهاية انهيار و تحولات عالمية و نبوات فوكوياما الفاشلة لنهاية التاريخ.

كل هذا انتج عملية سلام عربية اسرائيلية هي الاشمل في تاريخ الصراع ولكن للاسف لم تمض هذه العملية وتاريخها قدما واستمر تاريخ واحداث الشرق الاوسط بما فيها القضية الفلسطينية تمضي بسياق عشوائي لم يكن يتوقعه احدا ومنذ احداث الحادي عشر من سبتمبر مرورا بتداعياتها الاقليمية و الدولية استمر تاريخ المنطقة بحالتة الهستيرية بالرغم من محاولات واشنطن و حليفتها تل ابيب من صنع شرق اوسط جديد بتاريخ يمضي قدما حسب رياحهما الا ان ذلك لم يحصل.

واستمر الهوس الاسرائيلي بزعامة نتنياهو بمحاولة صنع تاريخ ذا مسار تقدمي ينهي القضية القضية الفلسطينية من خلال وهم سلام اقليمي.

هذه المرة جاء هوس امريكي يميني تماشى كليا مع هوس تل ابيب تمثل بصفقة قرن وسلام ابراهيمي. ولكن كالعادة لم نر هذا التاريخ الشرق اوسطي ذا الصناعة الامريكية الاسرائيلية يتحقق وانما اثبت مرة تلو الاخرى ان الاقليم لا يصنع تاريخة الا اهلة المتجذرين منذ بداية التاريخ نفسة بالرغم من العذابات و التضحيات.

لا نتنياهو ولا ترمب او اي طارئ على مهد الحضارات يستطيع ان يغير حركة تاريخ اقليم اهلة اصحاب ثقافة راقية متطورة ايمانية متجذرة مثلت انسانيتهم و بشريتهم. فالهدى والايمان و الحضارة وابجدياتها هي صناعة مشرق راسخة. فأنت يا بيبي و روايتك صناعة تاريخ مزيف لا صانع تاريخ منطقة انارت العالم بما فية الطارئون على هذا العالم المنكوب بهم.

اذا اردت انت تصنع التاريخ و تكون جزءا من المنطقة فاصنعه مع اهله واصنع السلام معهم فهم اهل الارض و الحق وصناع التاريخ. فهم من سوف يمنحك شهادة التابعية المشرقية لا غيرهم من البشر.

* مدير مركز الدراسات الاستراتيجية في الجامعة الأردنية

الرأي