تابعت بكل فخر دخول فرق الدفاع المدني الأردنية إلى الأراضي السورية، للمشاركة في إخماد حرائق اللاذقية.
لكن ومنذ مغادرة آخر آلية للأراضي الأردنية، بدأنا نتابع أخبار النشامى عبر وسائل إعلام عربية، أو عبر شبكات التواصل السورية، دون أدنى تدخل من إعلامنا الوطني.
الأردن، ومنذ نشأته، اعتاد على فزعة الرجال الرجال، في الحرب كما في السلم، وفي الكوارث الطبيعية. هذا ما يشهد به الجيران والأشقاء، ويعرفونه عن هذه الدولة الفاضلة، بجيشها، وأجهزتها الأمنية، ومؤسساتها.
لطالما كانت اليد الأردنية هي الطولى والعليا، لكن لتوثيق هذه الكفاءة أمام التاريخ، ومنعا للاجتزاء أو التهميش أو الاقصاء، كان لزاما علينا أن نرافق هذه الجهود الخيّرة بفرق صحفية ميدانية، ترصد وتوثّق وتعلن عن دورنا، لا سيما أن نشامى الدفاع المدني يعملون في مناطق مشتركة إلى جانب الفرق السورية والتركية.
توثيق الجهد لا يقل أهمية عن تقديمه
نحن بحاجة إلى فرق صحفية للمهمات الخاصة ترافق البعثات الأردنية، وتنقل الأحداث بعيون أردنية، تنطلق من نوايا صافية، وتحمل رسالة واضحة تقول : "أينما حضر الأردنيون، كان الفرق وكان الأثر".
لقد تدخلت اليد الأردنية العليا في محطات كثيرة، داوت الجراح، ولبت النداء، وبقيت عليا رغم كل محاولات التشويه والتقليل والنهش، وتذكروا ان اول طائرة مساعدات كسرت الحصار على سوريا إبان الزلازل الذي ضرب تركيا وسوريا كانت اردنية عسكرية اقلعت من مطار ماركا وثقتها وكالة الأنباء الفرنسية وليست وسيلة إعلامية اردنية.
لكن الزمن تغيّر، واللاعبون في المنطقة تكاثروا، وأجنداتهم باتت ملونة وغاياتهم متباينة، لذلك، فإن الإعلام الذي يرافق مؤسسات الدولة ويحمي صورتها، لا يحميها من العبث فحسب، بل يكتب التاريخ للأجيال القادمة ويخبرهم :هنا كان النشامى... وأنتم احفادهم.
فرق صحفية للدولة... لا للأشخاص
نعم، نحن بحاجة إلى فرق صحفية للمهام الخاصة، مستنيرة، ذات خبرة، ترصد وتوثق وتبث بزاوية أردنية وطنية.
فلا يُعقل أن يكون لبعض من يسمّون أنفسهم "رجال دولة" فرق صحفية جاهزة للتدخل السريع عند الحاجة، ولا تكون للدولة نفسها فرق مهنية تحمي منجزاتها وتوثق مواقفها المشرفة.
لقد آن الأوان لنعترف أن الإعلام جزء من الفعل لا من الهامش، هو عين الدولة وضميرها، وحام لصورتها، وقادر على أن يصنع الفرق، تماما كما يصنعه صقور سلاح الجو ورجال الدفاع المدني في الميدان السوري.
حيالله نشامى الدفاع المدني
حيالله صقور سلاح الجو
حيالله الجيش