حين اشتعلت النيران .. هبّ الأردن غيثًا لا لهبًا
د. طارق الوحوش
08-07-2025 04:01 PM
قالوا قديماً "الجار للجار"، وهذا القول لم يكن مجرد حكمةٍ تُتداول، بل كان نهجاً تسير عليه الشعوب الأصيلة، والأردن كان وسيبقى عنواناً لهذا النهج، يجسده بأفعالٍ لا أقوال، ومواقف لا شعارات.
ورغم التحديات الاقتصادية والضغوط السياسية، لم يتوانَ الأردن يوماً عن مدّ يد العون لكل من احتاج، لا سيّما جيرانه وأشقائه، يؤمن أن العروبة موقف، والإنسانية التزام، وها هو اليوم يبرهن من جديد، حين لبّى نداء الواجب لإخماد حرائق الساحل السوري، حاملاً رسائل الإخاء، والمروءة، والتضامن، دون منٍّ أو أذى، فالأردن لا ينتظر الشكر، بل يسير على خُطى هاشمية تربّت على النجدة والكرم.
وقد كان لهذه المواقف النبيلة قائدٌ حكيم، ومَلِكٌ أصيل، جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين، الذي لطالما جسّد بفكره وسياسته الحكيمة صورة الأردن النقي، وامتداد المجد الهاشمي في ميادين الأخوّة والشهامة.
فهو القائد الذي لا يتردد في إرسال العون، ولا يتأخر في نصرة الملهوف، إيماناً منه بأنّ الدور الأردني لا تحدّه الجغرافيا، بل ترسمه القيم الهاشمية، والوفاء العربي، لقد اختار الملك عبدالله الثاني أن يكون صوت الحكمة في زمن الاضطراب، وصورة الشهامة في وقت المحن، فقاد الأردن ليكون دائماً في مقدمة الصفوف حين تناديه العروبة، لا سعياً لمجدٍ شخصي، بل وفاءً لإرثٍ عريق وشعبٍ وفي، فليكتب التاريخ:
أن الأردن، بقيادة مليكه المفدّى، وطن الرجال والمبادئ، ما خذل جاراً، ولا تخلّى عن شقيق، بل وقف شامخاً بمواقفه، نبيلاً بفعاله، عربياً أصيلاً في زمن عزّت فيه الأصالة.
شكراً يا وطني فكم أنا فخور بأنني أردني.