على العهد .. حين تروي الصورة سيرة قائد
ليث محمد الحياري
08-07-2025 09:54 PM
لم تكن مفاجأتي عادية حين وصلني من الديوان الملكي الهاشمي العامر نسخة من كتاب "على العهد"، هذا العمل التوثيقي المميز الذي يحمل بين صفحاته ملامح القائد، ونبض الوطن، وروح المرحلة.
الكتاب، الذي أعده المصور الخاص لجلالة الملك عبد الله الثاني، الزميل يوسف العلان، لم أقرأه كقارئ فقط، بل عشته. ففي كل صفحة، وفي كل صورة، شعرت بأنني أقف أمام لحظة أردنية خالدة، ووجدان ملك لا تفصله عن شعبه مسافات أو حواجز.
عدسة العلان التي رافقت جلالة الملك لأكثر من ثلاثة وعشرين عامًا، لم تكن فقط تسجّل الأحداث، بل كانت ترصد المشاعر، وتوثّق تفاصيل الإنسان في القائد. صورٌ لجلالة الملك وهو يتبادل الحديث مع جنود الوطن، أو يصغي بانتباه لأم تروي قصتها في قرية نائية... مشاهد تختصر حكاية قائد اختار القرب والإنصات والبساطة.
ما لفتني أكثر، هو العمق العروبي الصادق في هذا الكتاب؛ حيث تنبض صفحاته بمواقف جلالة الملك الصلبة في الدفاع عن القضايا القومية، وعلى رأسها القضية الفلسطينية، وكيف ظل صوته مدوّيًا في المحافل الدولية، رافضًا الصمت، ومناصرًا للعدالة.
الكتاب لا يكتفي بالمشهد الإنساني، بل يرصد أيضًا محطات الإصلاح والبناء، والنهج الملكي في النهوض بكافة قطاعات الدولة: الصحة، التعليم، الاقتصاد، السياسة، والشباب والمرأة، حيث يتضح بجلاء أن الإنسان هو جوهر الرؤية، ومحور الاهتمام.
ولعل الجانب الأكثر دفئًا في الكتاب، هو ما يعكسه من علاقة إنسانية رائعة بين جلالة الملك وأسرته، خصوصًا سمو الأمير الحسين بن عبد الله الثاني، ولي العهد، ليكتمل في هذه الصور معنى الاستمرار، ونهج الهاشميين المتوارث في القيادة والخدمة.
أن أتسلم نسخة من هذا الكتاب من الديوان الملكي الهاشمي، ليس مجرد إهداء مادي بالنسبة لي، بل تقدير عزيز أحمله في قلبي، وشهادة على أن كل أردني هو جزء من الحكاية، شريك في البناء، وشاهد على التحولات.
"على العهد" ليس كتابًا يقرأ فقط، بل يُحسّ، ويُحكى، ويُستعاد. هو مرآة ناطقة لما نحن عليه كأردنيين، وما نمثله في ظل قيادة هاشمية حكيمة، قريبة من الناس، ثابتة في المواقف، عميقة في الرؤية، وإنسانية في الحضور.