عمون - انتشر خلال الفترة الأخيرة مصطلح "اليقظة الذهنية"، وهو نوع من التمارين العقلية التي تساعد على تخفيف حدة التوتر وتقوية الانتباه والذاكرة، مما يجعلها ممارسة هامة للحفاظ على الإدراك خاصة مع التقدم في العمر.

ووفقًا لموقع "Harvard Health Publishing"، تعد اليقظة الذهنية ممارسة سهلة ومجانية، يمكن القيام بها بسهولة على مدار اليوم، للحفاظ على الذاكرة.

ما هي اليقظة الذهنية؟
اليقظة الذهنية هي ممارسة التركيز على اللحظة الراهنة، وتتضمن الوعي التام بكل ما حولك وداخلك، مثل المشاهد والأصوات والروائح واللمسات التي قد تختبرها، بالإضافة إلى مشاعرك وأفكارك. وليس من الضروري الحكم على هذه المعلومات وتحليلها، بل مجرد مراقبتها لحظة بلحظة.

ويحفز هذا التمرين استجابة الاسترخاء، وهي ظاهرة مدروسة جيدًا توقف تدفق هرمونات معينة، تحديدًا الأدرينالين والكورتيزول، التي تتدفق في الجسم عند الشعور بالتوتر. حيث يساعد تقليل هذه الهرمونات على خفض معدل ضربات القلب، وضغط الدم، ومعدل التنفس.

ويساعد الانخفاض أيضًا على التركيز، لأنه بدون هرمونات التوتر ومشتتات الانتباه الناتجة عن أي مسبباته، يتمكن العقل من تركيز انتباهه على ما تريد أو تحتاج إلى تذكره. وبفضل هذه القدرة على التركيز بالتفاصيل، يصبح من الأسهل تذكر اسم شخص ما أو موعد، أو شيء جديد قرأته في الصحيفة أو شاهدته في فيلم وثائقي.

أدلة على اليقظة الذهنية
أظهرت دراسات عديدة أن اليقظة الذهنية تساعدك على التركيز، وزيادة الانتباه، والمشاركة بفعالية أكبر في الأنشطة اليومية، وتحسين صحتك، وقد يكون لهذه الممارسة آثار طويلة الأمد.

على سبيل المثال، وجدت دراسة أُجريت عام 2021 على 81 شخصًا سليمًا فوق سن الستين، أن المشاركين في تدريبات اليقظة الذهنية لمدة ستة أشهر كانوا أكثر قدرة على الحفاظ على انتباههم، كما أظهر المشاركون تغيرات في الدماغ قد تساعدهم على معالجة المعلومات والتركيز بشكل أفضل.

أهمية ممارسة اليقظة الذهنية
تتقدم أدمغتنا في السن يومًا بعد يوم، مما يضعف الانتباه والذاكرة. ويعود ذلك جزئيًا إلى تغيرات طبيعية في خلايا الدماغ، والتي تتحول قدرتها الفائقة على تعلم المعلومات الجديدة، إلى قدرة فائقة على حفظ المعلومات التي سبق تعلمها.

وقد ترجع هذه التغيرات أيضًا إلى إصابات دماغية طفيفة على مدى سنوات عديدة، مثل السكتات الدماغية البسيطة، وإصابات الرأس الخفيفة، وحتى التعرض للتلوث. والعديد من هذه الإصابات الطفيفة تؤثر على الفصوص الأمامية من الدماغ أو دوائرها العصبية، وتؤدي إلى صعوبات طفيفة في الانتباه والذاكرة.

وتساعد ممارسة اليقظة الذهنية في محاربة هذه التغييرات المختلفة، والاستفادة القصوى من قوة عقلك القديمة.

كيف تمارس اليقظة الذهنية؟
اجلس بهدوء في وضعية مريحة، أغمض عينيك، وركّز على تنفسك، وراقب الأصوات والأحاسيس والأفكار وهي تتدفق.

يمكنك أيضًا دمج اليقظة الذهنية في حياتك اليومية، فمثلًا انطلق في نزهة واعية، منتبهًا للأشجار التي تمر بها وكل ما يتعلق بها. انتبه أثناء تناول الطعام، مستمتعًا بكل لقمة، أو أثناء القيام بأي نشاط، ركز فقط على تنفسك، وشغّل حواسك، ولاحظ أدق التفاصيل. وكلما مارستها أكثر، ازداد وعيك، وأصبحت أكثر قدرة على ملاحظة التفاصيل وتذكرها.