ذواتنا العميقة .. الافكار والذكريات 5
د. بركات النمر العبادي
10-07-2025 11:26 AM
اوقاتكم معمورة بالطيب و الطيبات و مزينة ببهي النور و الانوار وخالص المحبة و صادق الامنيات بالخير و الخيرات و الصحة و المسرات، لجميع المتابعين من الاردنيين و الاردنيات ، و الاصدقاء و الصديقات من البلدان العربية و الاجنبية .
ولسوف اقوم بالكتابة عن موضوع عميق (الذات ، الانا ، الافار ، الذكريات) العميقه في اقبيتنا الداخليه ، حيث لا رقابه ولا اضاءه ، وذلك بعدة اجزاء و بصورة ميسره ، حتى تعم الفائده ، و انتم مخيرين بالمتابعة ، ساكون حاضرا معكم في العناوين القادمة اول باول ويمكنكم التواصل معنا بواسطة عمون الاخبارية .
الجزء االخامس:
حين يتحوّل الألم إلى قوة
في داخل كل إنسان، ألمٌ صامت…
ألم لا يُروى، ولا يُفسَّر، ولا يُنسى.
يظهر في لحظات العتمة ، حين ينام الجميع وتبقى أنت وحدك مع صوت داخلي يهمس :
"لماذا حدث كل ذلك لي؟"
وما لا نعرفه ، هو أن هذا الألم… ليس لعنتنا ، بل هو بذرة القوة التي لم تُروَ بعد.
هو النار التي إن لم تحرقنا ، ستنضجنا.
الألم لا يختفي... لكنه يتغيّر
نحن لا نشفى من كل شيء،
لكننا نتعلّم أن نعيش بطريقة تجعل الألم جزءًا من قوتنا ، لا عائقًا أمامها.
نحمله معنا ، لا كحملٍ ثقيل…
بل كوشمٍ صغير يذكّرنا أننا نجونا.
وأننا ، رغم كل شيء ، ما زلنا واقفين.
ما يصنعك ، ليس ما كُسر فيك... بل كيف رمّمته
في كل لحظة خذلان ، زرعت الحياة فيك بصيرة جديدة.
في كل دمعة ، علّمتك أن في قلبك عمقًا لا يُرى.
وفي كل مرة شعرت أنك تنهار… كنت تُبنى من الداخل.
المؤلم ؟ نعم.
لكن الأقوياء، لم يولدوا أقوياء… بل تألموا بما يكفي ليكونوا كذلك.
وصدق من قال:
"الذين ينكسرون بلطف، يعودون أكثر إشراقًا."
كيف يتحوّل الألم إلى وقود؟
• بالمعنى. إذا وجدت معنى لألمك ، أصبح حكاية لا لعنة.
• بالمشاركة. حين تروي وجعك ، يصبح رسالة لغيرك.
• بالتقدير. ليس تقدير الألم بحد ذاته ، بل تقديرك لنفسك التي لم تستسلم.
كن شاهداً على قوتك… لا على كسرك
في أعماقك ، كنز لا يولد إلا حين تُطفأ كل الأضواء من حولك.
وفي قاع حزنك ، يولد أوضح نور.
قد لا يُصفّق لك أحد ، وقد لا يراك الآخرون ، لكنك أنت، تعرف: لقد نهضت.
كن كأغنية تبكي وتبتسم في نفس الوقت…
بل هي ولادة جديدة ، مثل اول شروق ، بعد ليل طويل ، مثل زهرة تطلع من قلب االارض... رغم ..... رغم تراكم التراب .
يتبع
حمى الله الاردن وسدد على طريق الخير خطاه.