facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




أبو غزالة مطالبا بتغيير الامم المتحدة .. ماذا عن جامعة الدول العربية اولا؟


د. محمد بزبز الحياري
12-07-2025 11:05 PM

حظيت بدعوة من منتدى الفكر العربي للمشاركة بندوة بحثية وجلسة عصف ذهني حول فكرة او (مشروع ) اطلقة الدكتور طلال ابو غزالة بعنوان "تغيير الامم المتحدة" وقد كتب كتيبا بذلك بعنوان من "الامم المتحدة الى الشعوب المتحدة"ونشره بعدة لغات، وتم استضافته شخصيا بالمنتدى للحديث حول هذا المشروع، بالاضافة لنخبة مميزة من المفكرين والهيئات السياسية والديبلوماسية العربية والاجنبية.

من هو طلال ابو غزالة؟

الحديث عن هذا الرجل يطول، لكن بإختصار شديد، هو لاجيء فلسطيني أظهر نبوغا وعزيمة مبكرة، لم يرضى بالواقع الذي فُرِض عليه قسرا، بل ثار عليه بكل ما اوتي من قوة وبعد نظر، وأراد ان يُحدِث تغييرا ما في هذا الواقع المر الذي عاشه ، وذلك ضمن قدراته وتأهيله وآماله، فهو لم يجاري التغيير ويستوعبه فحسب بل صنعه، وقد كان له ذلك بعد مسيرةٍ طويلة وشاقة، أسس امبراطورية فكرية ريادية عبر العالم تضم ثلاث وأربعين شركة رائدة في مجالاتها وتشهد لها جميع امم الارض بحرفيتها ومهنيتها العالية وعلى جميع المستويات الفنية والادارية والريادية ، واصبحت مرجعية قياسية( BenchMark) في اي وسط ومجال تتواجد به، وكان هو ومؤسساته حاضرا وفاعلا في المحافل الدولية بمختلف مستوياتها وأشكالها طيلة عقود مضت وما زال ، وفوق ذلك اعتاد الرجل بين الحين والآخر على اطلاق أفكار ومبادرات وتصريحات غير تقليدية ومن خارج الصندوق، لا تلبث ان تُحدِث هذه الافكار ضجة كبيرة ثم موجات ارتدادية عالمية، نضعها في خانة الفوضى الحميدة والخلاقة يُحَرِك بها المياه الراكدة.

منظمة الامم المتحدة

تأسست هذه المنظمة في ١٠/٢٤ /١٩٤٥ بموجب ميثاق معتمد وكانت البداية (٥١)عضوا، ثم تنامت الى ان وصلت حاليا الى( ١٩٣)عضوا، واهم البنود الرئيسية بميثاق الامم المتحدة والتي يفرضها على الدول الاعضاء :
_ الحفاظ على السلام والامن الدوليين
_دعم القانون الدولي، وتحقيق مستوى معيشة افضل لمواطنيها
_ معالجة المشاكل الاقتصادية والاجتماعية والصحية وما يتصل بها
_ تعزيز الاحترام العالمي لحقوق الانسان والحريات الاساسية.

اما بالنسبة لهيكلها التنظيمي فتتكون من ست اجهزة رئيسية (يتفرع من هذه الاجهزة هيئات ٱخرى)، تأسست بموجب ميثاق الامم المتحدة، وهذه الاجهزة هي:
_ الجمعية العامة
_ والمجلس الاقتصادي والاجتماعي
_ مجلس الوصاية
_ محكمة العدل الدولية
_ الامانة العامة
_ مجلس الامن

عود على بدء ، فان فكرة او مشروع تغيير الامم المتحدة بحد ذاته هو طرح صادم وجريء بنفس الوقت، خصوصا وان الاسباب الموجبة للتغيير (صحيح انها قائمة وملحة) لكن هذا الطرح قد يبدو غريبا الان نظرا لغياب معطيات ونية التغيير على الارض، لكنه بالنهاية طرح يستحق البحث بجدية متناهية، على الاقل من الناحية الاكاديمية وذلك لاكمال المرحلة النظرية الضرورية اذا ما وجدت النية الفعلية للتغيير الحقيقي يوما ما.

مبررات التغيير كثيرة خصوصا وان المباديء والانظمة التي تحكم عمل منظمة الامم المتحدة، اصبحت قديمة وعفا عليها الزمن مع بروز التحديات الجديدة التي ظهرت مع بدايات القرن الواحد والعشرين ومشكلات اليوم لا يمكن حلها بحلول الامس بل تتطلب تحولا جوهريا ليس فقط في طريقة عمل الامم المتحدة بل فيما تمثله هذه المنظمة كرؤية وآليات تنفيذ، ومن هنا ولدت الحاجة الماسة كي تنظر الى داخلها وتتمكن من مواجهة اللحظة الحاسمة التي نعيشها وقد يكون طرح هذا الافكار في هذا التوقيت هو ضربا من ضروب الخيال والترف الفكري ، سيما وان هذا الطرح اتى من مجرد فرد، صحيح ان هذا الفرد له قيمته واهميته العظيمة والمتعاظمة ودائما ما تؤخذ افكاره بمحمل الجد والتدقيق ،لكنه يبقى بالنهاية فردا وليس دولة ذات صوت بمنظمة الامم المتحدة التي يدعو لتغييرها او على الاقل اعادة النظر بنظامها، لكن تبقى الافكار هي التي تسبر وتمخر عباب المستقبل وتستشرفه، وتعبد الطريق لما يتبعها من تنفيذ وتطبيق حتى ولو بعد حين خصوصا اذا ما وجدت التسويق الفعال والتبني الدولي والنفاذ لدوائر صنع القرار.

في لحظة ما قد نستثني او نغض الطرف من عملية التغيير المنشود للخمس اجهزة الرئيسية من اصل الست الوارد ذكرها سابقا ، نظرا لما تقوم به من عمل فني لا يمكن انكاره لخدمة الاعضاء ، لكن يبقى الجهاز السادس، وهو الجهاز الاخطر ،والذي جلب السمعة السيئة وصبغ المنظمة كليا بها واصبحت مكروهة بسببه، انه مجلس الامن،وهو الاولى والمقصود فعليا بالتغيير،فهو يتكون من خمسة عشر عضوا من الهيئة العامة،عشرة منهم متغيرون يتم انتخابهم دوريا لمدة عامين، وخمسة دائمون وهم امريكا وروسيا ( وريثة الاتحاد السوفييتي) والمملكة المتحدة وفرنسا والصين، ولا يكفيهم هؤلاء انهم دائمون وهنا تكمن المعضلة الكبرى فهم يمتلكوا (حقا) وحسب الميثاق يسمى حق النقض( الفيتو) وهو صلاحية ابطال اي قرار يتم اتخاذه بمجرد رفع يد مندوب اي دولة من هذه الدول وبدون ابداء الاسباب ، مما يشكل انحيازا صارخا وهيمنة واضحة لصالح الاقوياء ضد الضعفاء، وهو الذي يثير حنقا وقهرا لدى شعوب العالم ويشكل مسا وعبثا مباشرا بقيم العدل والمساواة المتعارف عليها والتي ينادي بها ميثاق الامم المتحدة نفسه ، فهذا هو الجهاز الاولى بالتغيير لتستقيم المنظمة وتحظى بالقبول عالميا وتستمر، فكم من شعوب ظلمت وحقوق سُلِبَت بموجب هذا الفيتو الظالم والامثلة كثيرة وابرزها حقوق الشعب الفلسطيني التي لم ترى النور لغاية الان كنتيجة لهذا الفيتو اللعين، وبالمناسبة قد يتفاجأ القاريء اذا ماعلم ان أكثر الدول استخداما لهذا الفيتو هي روسيا وليس امريكيا كما هو شائع.

لكن.....

وكما يقال "الاقربون اولى بالمعروف" اليس من الاجدر ان يكون "الاقربون اولى بالتغيير"؟ وما يهمنا هنا وكأولوية قصوى هي جامعة الدول العربية وترتيب بيتنا الداخلي اولا،
فهي الاولى بالتغيير مرحليا.. وبتغييرها او على الاقل انقاذ ما يمكن انقاذه من تغيير لجوهر ورؤية وجودها ونظامها الداخلى، وكل هذا وذاك ايضا من اجل مواكبة ما استجد عالميا وعربيا من متغيرات حالها كحال الامم المتحدة.... ثم ان تكون الجامعة نفسها من تصنع التغيير في محيطها وتقوده ، في الوقت الذي نراها مكبلة وعاجزة حتى عن رد الفعل، ناهيك عن عجزها عن الفعل نفسه او عن مواجهة وحل معظم ان لم يكن كل ما يواجه العرب من معاضل في الداخل العربي وخارجه فجميع ما يقال عن منظمة الامم المتحدة يقال مثله واكثر عن جامعة الدول العربية.

وختاما قد يقول قائل وله الحق فيما يقول: ما ذنب الجامعة العربية وضعفها لنطالب بتغييرها؟، أليست هي مجرد مظهر من مظاهر العرب وانظمتهم، وهي فعلا نتيجة وليست سبب...فقبل ان تطالب بتغييرها فالاجدر اعادة النظر بامور جوهرية ٱخرى يضيق المقام عن بحثها في هذا المقال، ادت فيما ادت اليه لظهور هذا الكيان الهش الذي لا يغني ولا يسمن من جوع...وبشكل عام فهذه المنظمات سواء الامم المتحدة او الجامعة العربية تتقدم ( او تتأخر)بالتوازي مع تقدم الانظمة والامم التي تولد من رحمها....هنا سأقول له صدقت، ويجب العودة للجذور وإعادة النظر بها بثورة فكرية بيضاء شاملة اولا، لنعيد ترتيب اولويات التغيير بالاتجاه الصحيح وفق مرجعية واضحة وموحدة ومتفق عليها وتنفيذها كمقدمة وتهيئة للتغيير المنشود وان "الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم".





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :