facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




الاردن .. جبهة صمود وطني في مواجهة المؤامرات والضغوط


د. بركات النمر العبادي
14-07-2025 11:23 AM

رغم موقعه الجغرافي الحساس في قلب الصراع العربي- الإسرائيلي ، واجه الأردن و يواجه سلسلة متواصلة من التهديدات الأمنية والمخططات السياسية ، غير أن العمق الداخلي للدولة ، المتمثل بمؤسساتها الأمنية والسياسية والشعبية ، شكّل حاجزًا منيعًا أحبط تلك المخططات ، وأثبت أن "الثبات الأردني" ليس شعارًا، بل نهج دولة محافظة ، فالجبهة الداخلية فيه ليست هشّة ، بل متماسكة ، يقودها ملك يملك الشرعية الشعبية والدينية ، ويحميها شعب يؤمن بثوابته ، ويصطف خلف مؤسساته الأمنية.

منذ نكبة فلسطين عام 1948، ومرورًا بمعركة الكرامة 1968، ظل الأردن في دائرة الاستهداف الإسرائيلي، سواء عبر الاجتياح العسكري المباشر، أو من خلال الضغط السياسي ومحاولات زعزعة الداخل ، ودعمت الولايات المتحدة و بشكل منهجي السياسات الإسرائيلية ، خصوصًا في ملفات التوطين وصفقة القرن ، ومارست ضغوطًا على الأردن للتنازل عن الوصاية الهاشمية على القدس ومكانته الإقليمية (Al Jazeera, 2020) .

يعد جهاز المخابرات العامة (GID) خط الدفاع الأول ، عن امن المملكة الاردنية الهاشمية ،و يُعد من أقوى الأجهزة في الشرق الأوسط ، وقد نجح في إحباط عشرات المخططات التي استهدفت استقرار الدولة ، وفي عام 2025، كشف الجهاز عن إحباط خلايا مرتبطة بجماعة الإخوان المسلمين خططت لصناعة صواريخ ومسيرات انتحارية باستخدام تكنولوجيا محلية ، مع دعم خارجي من حزب الله ، بهدف إشعال الفوضى في الأردن (Washington Post, 2025).كما تم ضبط مستودعات تحوي أكثر من 200 كغم من المتفجرات الشديدة، وتقديم 16 متهمًا لمحكمة أمن الدولة.

وخلال الأعوام الماضية ، تمكنت الأجهزة الأمنية من تفكيك خلايا مرتبطة بداعش والقاعدة ، من بينها خلية خططت لتفجير مواقع سياحية في البترا والعقبة، في 2019 ، وقد وثقت محكمة أمن الدولة 52 قضية إرهابية في عام واحد فقط (Jordan Times, 2020) و هذا يدل على الجهد الاستباقي في الميدان، لا مجرد رد الفعل.

وفي أبريل 2021، كشفت الدولة عن محاولة انقلاب داخلية شارك فيها أفراد من العائلة المالكة وشخصيات عشائرية ، بتنسيق مع جهات إقليمية ، وقد تعاملت القيادة بحكمة مع الملف ، حيث حُسم داخليًا دون الانزلاق إلى صراع ، في دلالة على متانة مؤسسات الحكم وثقة الشعب بقيادته (BBC Arabic, 2021) .

ومن اهم عناصر قوة الصمود ، التوجيه السياسي الحكيم من القيادة العليا الذي يوازن بين الأمن والانفتاح السياسي، كما فعل الملك حسين خلال الكرامة ، والملك عبدالله في أزمة 2021 ، جهاز مخابراتي قوي محترف يعمل بشكل استباقيً، و قد أحبط عمليات إقليمية معقدة ، ومحكمة أمن الدولة تسرّع في محاكمة المتورطين، ما يمنع الانفلات الأمني ، ووعي شعبي واصطفاف خلف الدولة في أزمات خطيرة، أبرزها التهديدات على القدس والتوطين ، تنسيق معلوماتي مستمر مع أجهزة كـCIA وMI6 أسهم في كشف خلايا قبل تنفيذ عملياتها .

صمود الاردن امام الضغط السياسي ، فقد رفض الأردن التنازل عن الوصاية الهاشمية على المقدسات في القدس، رغم الضغط الأمريكي والإسرائيلي ، كما رفض الانخراط في مشروع "السلام الاقتصادي" الذي طُرح ضمن ما عُرف بصفقة القرن ، رغم العروض المالية الكبيرة ، ورفض كذلك التوطين السياسي للفلسطينيين على أرضه ، مما جعله في مرمى الابتزاز السياسي المتكرر ، و ليس من السهل على دولة محدودة الموارد ، محاطة بصراعات ، أن تصمد أكثر من 70 عامًا في وجه الضغط الصهيوني–الأمريكي المشترك.

لكن الأردن فعلها، لأن الجبهة الداخلية فيه ليست هشّة، بل متماسكة، يقودها ملك يملك الشرعية الشعبية والدينية، ويحميها شعب يؤمن بثوابته، ويصطف خلف مؤسساته الأمنية.

هذا هو الأردن: دولة ترفض رسم خرائطها من الخارج، لأنها تمتلك بوصلة وطنية لا تضلّ الطريق.

حمى الله الاردن و سدد على طريق الحق خطى قيادته وشعبه .





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :