facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




أبو شباب و"القوات الشعبية"


د. بركات النمر العبادي
15-07-2025 10:43 AM

* هل تسعى إسرائيل لإسقاط حماس بأيدٍ فلسطينية؟

من بين ركام الصراع الدامي في قطاع غزة، برزت شخصية ياسر أبو شباب كأحد أبرز اللاعبين الجدد في مشهد يزداد تعقيدًا ، الرجل الذي كان يُعرف سابقًا كأحد زعماء التهريب والمخدرات شرق رفح، بات اليوم قائدًا لما يسمى "القوات الشعبية" مجموعة مسلحة يتراوح قوامها بين 100 و300 عنصر، تعمل بتنسيق ميداني مع الجيش الإسرائيلي، وتخوض اشتباكات مباشرة مع حركة حماس.

الخلفية : من سجون حماس إلى شراكة ميدانية : تعود جذور ظاهرة أبو شباب إلى سنوات ماضية، حين اعتُقل عام 2015 من قبل أمن حماس بتهم تتعلق بتجارة المخدرات، في أواخر 2023، نجا من قصف لسجن خان يونس الإسرائيلي، ليعود إلى الميدان في ثوب جديد – قائدًا مسلحًا لقبيلة الترابين، التي يشكل أفرادها النواة الأساسية لما يسمى الآن "القوات الشعبية".

بحسب تحقيق لوكالة Associated Press (2025)، تلقّت هذه القوات دعمًا ماديًا ولوجستيًا من الجيش الإسرائيلي، وشُوهد عناصرها وهم يشاركون في تأمين قوافل المساعدات التي تمر عبر معبر كرم أبو سالم ، بعد انسحاب حماس من بعض تلك المناطق (AP News, 2025) .

بحسب تقرير موسع نشرته صحيفة El País الإسبانية، فإن حكومة نتنياهو سعت عمدًا إلى تسليح مجموعات محلية داخل غزة، لتُقاتل حماس نيابة عن الجيش الإسرائيلي، في محاولة لتقليل الخسائر وتفتيت البنية التنظيمية للحركة الإسلامية المسلحة (El País, 2025)..

ورغم نفي أبو شباب في تصريحات لراديو "مكان" العبري تلقيه دعمًا مباشرًا من إسرائيل، إلا أنه أقرب لوجود تنسيق لوجستي مسبق وتبادل للمعلومات لتجنّب الاشتباك مع قوات الجيش الإسرائيلي" داخل المناطق التي يتواجد فيها.

ردّ حركة حماس لم يتأخر، إذ أصدرت محكمتها الثورية مذكرة توقيف بحقه ، معتبرة أنه "خائن ومرتبط بالعدو" ومنذ ذلك الحين، اندلعت مواجهات مسلحة بين قواته ومقاتلي القسام ، أوقعت عشرات القتلى من الجانبين ، وفق ما وثّقته وكالة رويترز في تقرير بتاريخ يونيو 2025 (Reuters, 2025)..

ما يحدث في غزة يعيد إلى الأذهان تجربة "الجيش الجنوبي اللبناني" بقيادة أنطوان لحد، والذي دعمته إسرائيل خلال احتلالها لجنوب لبنان، كانت مهمته محاربة حزب الله والفصائل الفلسطينية، وانتهى إلى انهيار تام بعد انسحاب الجيش الإسرائيلي عام 2000.

كما تتشابه هذه الظاهرة مع "صحوات العراق"، التي شكلتها الولايات المتحدة في 2007 لمحاربة تنظيم القاعدة عبر تسليح عشائر سنية، لكنها انهارت لاحقًا بمجرد توقف الدعم الأمريكي، وعادت بعض عناصرها إلى صفوف الجماعات المتشددة.

وخلاصة القول ان إسرائيل تعيد تدوير "سياسة فرق تسد" : كل الشواهد تدل على أن إسرائيل تعتمد استراتيجية محكمة تقوم على:

• تفجير التناقضات الداخلية الفلسطينية.

• خلق وكلاء محليين يشكلون قوة ميدانية ضد حماس.

• بناء إدارة مدنية بديلة تُعيد رسم خريطة السيطرة في غزة.

ويظل السؤال مفتوحًا: هل ستنجح هذه التجربة في إسقاط حماس، أم أنها مجرّد ورقة مؤقتة ستُحرق بعد انتهاء دورها ؟ بين ركام الحرب في غزة ، برز ياسر أبو شباب كقائد لقوة عشائرية مسلحة تُعرف بـ"القوات الشعبية"، تقاتل حماس وتنسّق ميدانيًا مع الجيش الإسرائيلي، هذه الظاهرة تعكس سياسة إسرائيلية مألوفة: استخدام قوى محلّية لضرب الخصوم من الداخل، كما فعلت سابقًا مع "جيش لحد" في جنوب لبنان و"صحوات" العشائر في العراق.

والسؤال الاهم هنا ، هل نحن أمام مشروع اسرائلي طويل الأمد لإعادة تشكيل غزة من الداخل ؟ أم أن هذه التجربة ستنهار كما انهار "جيش لحد" في جنوب لبنان من قبل؟

حمى الله الاردن و سدد على طريق الحق خطى قيادته وشعبه.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :