facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




حزب المحافظين الأردني: مشروع وطني ناشئ في زمن التحولات السياسية


د. بركات النمر العبادي
16-07-2025 11:16 AM

في خضم التحولات الإقليمية، وصعود الأحزاب الأيديولوجية والهوياتية ، يتشكل على الساحة السياسية الأردنية حزب جديد يحمل اسمًا لافتًا: "حزب المحافظين الأردني" هذا الحزب الذي لا يزال تحت التأسيس ، يسعى إلى تقديم نفسه كنموذج سياسي "مدني ، قومي، مؤسساتي " ، يعيد طرح مفهوم المحافظة في سياق عربي مختلف عن أقرانه الإسلاميين أو الليبراليين.

يرتكز حزب المحافظين الأردني على مجموعة من المقومات المركزية ، أبرزها:

• الهوية الوطنية الأردنية بوصفها مرجعية جامعة، بعيدة عن الانقسامات الطائفية أو العرقية أو الجهوية.

• الالتزام بالدستور والنظام الملكي الدستوري كإطار ضامن للاستقرار والمشروعية السياسية.

• رفض التمويل الخارجي بجميع أشكاله، معتبرًا إياه تهديدًا مباشرًا لاستقلال القرار السياسي الوطني المصدر: AmmonNews، 2025).).

• التعددية السياسية المسؤولة التي تعزز المشاركة دون الانزلاق نحو الفوضى أو المعارضة العدمية.

في مؤتمره التأسيسي الذي عُقد في فبراير 2025، تم انتخاب لجنة قيادية مؤقتة برئاسة الدكتور طلال الشرفات ، تضم شخصيات أكاديمية ومهنية ، في مؤشر على رغبة الحزب في الانطلاق من قاعدة معرفية مدنية لا شعبوية المصدر: AmmonNews، 2025).)

يتميز حزب المحافظين الأردني بموقع فريد بين الأحزاب على الخارطة العربية السياسية العربية المحافظة فهو:

• لا ينتمي إلى تيار الإسلام السياسي، بخلاف أحزاب مثل العدالة والتنمية المغربي أو النهضة التونسية.

• لا يتبنّى الطروحات السلفية أو الجهادية التي ترفض الدولة الحديثة جملةً وتفصيلًا.

• لا ينطلق من خلفية يسارية أو قومية راديكالية، كما هو حال بعض الأحزاب القومية العربية التقليدية.

بل يقترب في روحه من حزب الاستقلال المغربي من حيث التركيز على "السيادة ، الهوية، والدستور"، مع توجه نحو العمل داخل المؤسسات ، وليس ضدها (المصدر: Wikipedia – Istiqlal Party.

في السياق الأوروبي، يمكن تشبيه الحزب من حيث روحيته بـ:

• حزب المحافظين البريطاني (Tories): من حيث الالتزام بالمؤسسات والدستور.

• حزب الجمهوريين الفرنسي: من حيث الخطاب السيادي واحترام الهوية الوطنية.

• لكنه يختلف عنهما في غياب المرجعية الليبرالية الاقتصادية الواضحة أو العلمانية الصلبة ، مما يجعله أقرب إلى اليمين المعتدل القومي المدني.

هذا التمايز يضعه خارج فلك اليمين الشعبوي أو اليمين الديني، ويرسّخ موقعه في مسار "محافظة وطنية" تأخذ من المؤسسات مرجعيتها، ومن السيادة إطارها السياسي.

وظهور هذا الحزب في هذا التوقيت ليس مصادفة، بل يعكس:

• الفراغ السياسي بين الإسلاميين والتكنوقراط بعد تراجع أحزاب كالإخوان المسلمين واليسار التقليدي.

• تطور الوعي الشعبي الأردني نحو مزيد من المطالبة بمأسسة العمل السياسي، دون الارتهان للأيديولوجيات العابرة للحدود.

• استجابة للتحديات التي فرضها قانون الأحزاب الجديد لسنة 2022، الذي يحفّز على الاندماج والتكتل الحزبي الوطني على حساب الشخصانية والشللية المصدر: الهيئة المستقلة للانتخاب، 2023 .

وفي الختام يمثل حزب المحافظين الأردني تحت التأسيس محاولة جادة لتأصيل خطاب وطني عقلاني ، يوازن بين الدولة والمجتمع ، وبين الهوية والانفتاح ، وبين الواقعية والمبادئ ، وإذا نجح هذا الحزب في توسيع قاعدته الشعبية واستيعاب نخب المحافظين المدنيين ، فسيكون مرشحًا ليكون رقمًا سياسيًا صعبًا في قادم الأيام ، ليس فقط في الأردن ، بل كـ"نموذج محافظ عربي جديد" في مواجهة الاستقطاب الأيديولوجي الذي طغى على المنطقة لعقود.

حمى اللة الاردن و سدد على طريق الحق خطى قيادته وشعبه.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :