قبل أيام دق وزير التعليم العالي ناموس الخطر بصورة فاجأت الجميع ، هناك من ذهب لتأييده ، والبعض استغرب أن يصدر ذلك من الوزير المسؤول الأول عن التعليم العالي في الأردن.

وزير التعليم العالي لم يتحدث من فراغ ، هو مدرك لما صرح به فيما يتعلق بالجامعات الاردنية ، وكانت بمثابة غصة في الحلق ، وبالأمس أكثر من مائة اكاديمي من أساتذة الجامعات الاردنية وجهوا رسالة هامة عبروا فيها عن القلق لوضع الجامعات الاردنية .

رسالة الأساتذة المائة تؤيد ماجاء في كلام الوزير، فمؤسسات التعليم العالي تعاني الكثير وخاصة ما يتعلق بتراجع التصنيف وتصدع في منظومة النزاهة الأكاديمية ومعايير التقييم والإنجاز .

تصريحات الوزير ورسالة هؤلاء الاكاديميين الذين يمثلون مختلف الجامعات الاردنية ، يجب أن لا تذهب هباء ، دون الوقوف عندها مليا ، والتركيز على ما يجري في مؤسساتنا التعليمية .

كنا دائما نفخر بجامعاتنا ومخرجاتها ، والالاف من الطلبة العرب يقصدون الأردن، غير أن ما جرى الإعلان عنه مؤخرا ينذر بما لا يمكن قبوله ، فلا يجوز أن نقف متفرجين حيال ما يحدث في مؤسساتنا التعليمية .

قد نحتاج إلى مؤتمر كبير وجامع للحوار حول هذه القضية الهامة ، وربما نحتاج لما يشبه الثورة في المسيرة التعليمية ، ولا يمكن لنا التغاضي عما يحدث ، فالمسألة خطيرة وتحتاج لعلاج جذري .

ما سمعناه من تصريحات مؤخرا ومن عدة جهات مسؤولة عن نظامنا التعليمي وما يحدث به ، كان مفاجئا وغريبا ، واليوم على الحكومة نفيها أن تتحرك وكذلك كل الجهات ذات العلاقة لتطويق هذه المعضلة الكبيرة ، وإنقاذ سمعة التعليم العالي الذي كنا وما زلنا نفتخر ونعتز به .