نتنياهو عاد إلى تل ابيب محاطا بعواصف سياسية وقضائية وعسكرية متلاحقة فقرارات المحكمة العليا الاسرائيلية التي ابطلت اقالة رئيس الشاباك اضافة الى استمرار محاكمته في قضايا الفساد والرشاوى وقطر غيت تؤكد ان الرجل بات عبئا على الدولة ومؤسساتها وليس مجرد قائد سياسي متعثر التقارير التي تحدثت عن تحويلات مالية من قطر وصلت إلى زوجته ومكتبه فتحت ابواب التساؤلات عن حجم التلاعب المالي والسياسي في اخطر مرحلة تعيشها اسرائيل منذ نشأتها.
وفي المشهد العسكري الازمة اكثر تعقيدا فالمئات من جنود المدفعية والمدرعات والاحتياط من الاطباء والضباط والطيارين يرفضون الانخراط في معركة يعتبرونها حربا خاصة لنتنياهو وليست دفاعا عن الدولة بل ويعلنون رغبتهم في خدمة اسرائيل لكن ليست بهذه الطريقة التي تخدم اجندة شخص يسعى للهروب من العدالة والاحتفاظ بالسلطة بأي ثمن.
هذا الرفض غير المسبوق تعزز بانضمام اصوات من المعارضة وشخصيات امنية وعسكرية بارزة باتت تبارك هذا التمرد المنضبط الذي يحمل رسالة خطيرة مفادها ان الثقة في القيادة السياسية باتت معدومة واكثر ما يلفت هو مناشدة عائلات الاسرى لرئيس دولة اجنبية (دونالد ترمب) كي ينقذهم من قبضة نتنياهو ما يعكس فقدانا كاملا للثقة الداخلية ويكشف حجم الشرخ الاجتماعي والسياسي داخل الكيان.
العقد الاجتماعي الذي جمع الشتات اليهودي في فلسطين المحتلة على اساس الحماية والامن بات اليوم في مهب الريح نتنياهو لم يعد زعيما بل عبئا ثقيلا يهدد بتفكيك المجتمع الاسرائيلي من الداخل ويدفع نحو انهيار المنظومة التي طالما تغنوا بانها الاكثر تماسكا في المنطقة نحن امام دولة تواجه تمردا ناعما من مؤسساتها ومواطنيها يخشى ان يتطور الى شرخ وجودي يصعب ترميمه ولو أضفنا خسائر الأرواح التى عادت وكأننا في السابع من أكتوبر ٢٣ ولغة الكمائن التى اتقنتها المقاومة ارعبت الجيش ودفعت جنوده الى الانتحار باعداد غير مسبوقة واحالت الكثير الى المصحات النفسية حتى صار واضحا ان النتن لم يعد يهتم ل الضحايا الذين يسقطون يوميا ولا بحياة الاسرى امام تهديد نهايته السياسية ومحاكمته ليصبح مطاردا داخل وخارج الكيان