facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




غزة تحتضر .. مشاهد مروعة للمجاعة والأوضاع الكارثية وسط صمت عالمي


صالح الشرّاب العبادي
20-07-2025 05:33 PM

حين يختنق صوت الإنسان من فرط الألم، تتكلم الأرض.
وغزة اليوم لا تتكلم… بل تصرخ تحت الركام، تحت الحصار، تحت الجوع الذي لم يعد مجازًا، بل صار موتًا حقيقيًا يتسلل إلى الأطفال وهم نيام.

في غزة، لا يُعدّ عدد الشهداء فقط، بل تُعدّ أنفاس الناجين. تُوزع الأرغفة بالدموع، لا بالمال. يُسرق الحليب من أفواه الرضّع، لا من المخازن. وفي كل زقاق، قصة موت لا يرويها أحد.

ما نراه اليوم ليس مجرد كارثة إنسانية، بل مجاعة مُصنَّعة بقرار سياسي، تُستخدم كسلاح حرب.

الاحتلال يمنع الغذاء، يمنع الماء، يمنع الوقود، ويمنع حتى الهواء. ومنظمات عالمية مثل أطباء بلا حدود وبرنامج الغذاء العالمي حذّرت من انهيار الأمن الغذائي الكامل، وأكدت أن الأطفال يموتون جوعًا. نعم… الكلمة حرفيًا: جوعًا.

هذه ليست أزمة طارئة، بل سياسة مقصودة. التجويع هنا ليس نتيجة للحرب، بل أداة من أدواتها.
والسؤال الأخطر ليس: لماذا يحدث ذلك؟

بل: لماذا يُسمَح بحدوثه؟

العالم الذي رفع صوته لأجل أوكرانيا، لا يسمع غزة. العالم الذي فرض العقوبات على روسيا، يبرر الإبادة في فلسطين.
العالم الذي يبكي على كلب ضائع، لا يبالي حين يُسحق رضيع فلسطيني من الجوع أو القصف.

هل فقدت الإنسانية بوصلتها؟
أم أن “الإنسان” في قواميسهم يُعرَّف وفق لون الضحية ودينه وبلده؟

أما في عالمنا العربي، فالمشهد مفجع.
غزة تستصرخ الضمير العربي، لكنّ المايكروفونات مغلقة، والقرارات مربوطة بأجندات لا تعرف القدس ولا تعرف رفح.

أيها السادة،
ما يحدث في غزة ليس فقط عدوانًا، بل اختبار أخلاقي للعالم.
وفق اتفاقية جنيف الرابعة، ما يجري هو جريمة حرب موصوفة.
وفق القانون الدولي، هذا حصار تعسفي يؤدي إلى الإبادة الجماعية.
لكن ما فائدة القانون إن بقي بلا قوة؟ تصبح العدالة حبرًا على ورق، وتُدفن تحت رماد البيوت المُهدّمة.

نعم، غزة تحتضر…
لكن الأخطر: أن الضمير العالمي يحتضر أيضًا.

وفي هذا الزمن البليد، نحن لا نحتاج إلى إغاثة طارئة فقط، بل إلى صحوة شاملة:
نحتاج إلى كسر الحصار لا بكلمات الشجب، بل بالفعل.
نحتاج إلى مقاطعة المتواطئين لا إلى اعتذاراتهم الفارغة.
نحتاج إلى فضح كل إعلامٍ يجمّل الجريمة، ويشرعن القاتل.

غزة لا تموت وحدها،
بل تموت معها القيم، والضمير، ومعاني الإنسانية التي نتغنى بها.
تموت فيها فكرة الحق… وفكرة الإنسان.

وإذا لم نكن اليوم صوت من لا صوت لهم،
فسنُسأل أمام الله قبل أن يُسائلنا التاريخ.
سنُسأل عن صمتنا، عن ترددنا، عن تواطئنا.
سنُسأل عن أطفال يُذبحون جوعًا… ونحن نملك الكلمة ولم نقُلها.

فليكن هذا الصوت، لا لإدانة الجريمة فقط،
بل للتبرؤ من الصمت.

ولنحرج التاريخ قبل أن يفضحنا،
ولنخشَ الله قبل أن نبرر تقاعسنا.

وإذا صمتُّم اليوم، فإن التاريخ لن يرحمكم…
لكن الأهم: الله لن يعذركم.

سنُسأل عن طفلة كانت تموت جوعًا، وكنتم تشاهدون الخبر وتأكلون.
عن أمٍّ كانت تصرخ: “أعطوني قطرة ماء”، وأنتم مشغولون بالتحليلات والمواقف المتوازنة.

فقولوا لي بالله عليكم:
كيف ستواجهون الله غدًا؟ بأي وجه؟

أليس الصمت خيانة؟
أليس التواطؤ مشاركة في الذبح؟

آن لهذا العالم أن يخاف الله…
آن له أن يسمع صوت غزة،
قبل أن يصبح الصمت شهادة زور أمام خالق السماوات والأرض.

غزة تحتضر…
والساكت عن الحق، شيطان أخرس.

وإذا لم نكن اليوم صوت من لا صوت لهم،
فسنُسأل غدًا… أمام الله، وأمام أطفال غزة الذين لا يجدون ماءً ولا خبزًا ولا دواء…
وسنُسأل:
أين كنتم حين كانت غزة تحتضر؟

… فلنُحرج التاريخ اليوم بالفعل،
قبل أن يُحرجنا هو بصمته غدًا.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :