facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




العلاقة بين الترشيد والحكومة والموروث الحضاري


د. بركات النمر العبادي
21-07-2025 11:24 AM

قال الله تعالى:
"وَالَّذِينَ إِذَا أَنفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَٰلِكَ قَوَامًا)"(سورة الفرقان: 67)

الترشيد له علاقة قوية بالموروث الحضاري و الديني ، إذ أن العديد من الحضارات السابقة تبنت ممارسات وقيمًا تتعلق بالحفاظ على الموارد واستخدامها بشكل مستدام و الموروث الحضاري يتضمن مجموعة من القيم والتقاليد التي تعكس كيفية تعامل المجتمعات مع بيئتها ومواردها عبر العصور، وفي كثير من الأحيان يكون الترشيد جزءًا من هذا الإرث.

العلاقة بين الترشيد والموروث الحضاري تتجلى في عدة نقاط:

1- القيم الثقافية والدينية: كثير من الأديان والحضارات القديمة كانت تحث على الترشيد في استخدام الموارد ، مثلًا، في الإسلام هناك العديد من النصوص التي تدعو إلى عدم الإسراف والتبذير، وأيضًا إلى الحفاظ على الماء والبيئة، هذا يعكس وعيًا حضاريًا بأهمية الموارد الطبيعية وكيفية إدارتها بحكمة.

2 - التقاليد الزراعية: العديد من الحضارات كانت تعتمد على الزراعة وكانت تمارس تقنيات ترشيدية مثل الري بالتنقيط أو بناء السدود لحفظ المياه ، هذه الممارسات كانت ضرورية لبقاء واستدامة المجتمعات في بيئات جافة أو شبه جافة.

3- البناء المستدام: الحضارات القديمة مثل الحضارة المصرية القديمة واليونانية والرومانية والإسلامية طورت مبادئ في العمارة والبناء تعتمد على الترشيد في استخدام الموارد الطبيعية مثل استخدام المواد المحلية والتكيف مع الظروف المناخية.

4- الاقتصاد التقليدي: المجتمعات التقليدية كانت تعتمد على اقتصاد يرتكز على الترشيد، مثل الاقتصاد القائم على المقايضة والاكتفاء الذاتي، حيث كانت الموارد تُدار بطريقة تضمن استدامتها للأجيال القادمة.

5- الحكمة البيئية: في الكثير من الثقافات، كان هناك احترام للطبيعة والتوازن البيئي، مثل الشعوب الأصلية التي تعاملت مع الأرض والموارد بحذر لأنها كانت تدرك أن الاستنزاف قد يؤدي إلى الفناء، هذا الإرث الحضاري يعكس فهمًا عميقًا لأهمية الترشيد والاستدامة.

6- الترشيد اليوم يمكن أن يكون امتدادًا لهذه الممارسات التقليدية، حيث يُنظر إليه ليس فقط كوسيلة لتحسين الكفاءة الاقتصادية، بل أيضًا كجزء من المحافظة على التراث الثقافي والحضاري للأمم. استعادة تلك القيم يمكن أن تساهم في التوجه نحو ممارسات أكثر استدامة تحافظ على الموارد وتحترم البيئة، مستلهمة من الحكمة الحضارية التي طبقتها الشعوب عبر الزمن.

ويحتل مبدأ الترشيد مكانة مهمة ضمن الحوكمة الرشيدة و التي تقوم على احدى الركائز المهمة للترشيد بالاستهلاك ، حيث يعتبر أحد العناصر الأساسية لتحقيقها و الحوكمة الرشيدة تتعلق بالإدارة الفعالة والشفافة للمؤسسات العامة والخاصة، وتهدف إلى تحقيق التنمية المستدامة وضمان توزيع عادل للموارد و يأتي مبدأ الترشيد ليلعب دورًا رئيسيًا في ذلك من خلال توجيه الموارد المتاحة بطريقة فعالة وتقليل الهدر.

وقد اكد القران الكريم في كثير من الايات القرانية التي تدعو الى مبدا الترشيد في استخدام الموارد والابتعاد عن الإسراف والتبذير ، هذه الآيات والأحاديث تشدد على أهمية الترشيد في مختلف مجالات الحياة، سواء في الإنفاق المالي أو استخدام الموارد الطبيعية، وهي تؤكد أن الترشيد جزء من القيم الإسلامية التي تهدف إلى تحقيق التوازن والاستدامة.

واليوم كلنا مدعوين للترشيد بالاستهلاك سواء كنا افرادا اوجماعات ، عوائل او مجتمعاً، قطاع عام او خاص ، فالمسؤلية جماعية، و الخير يعم و الشر يعم ، ولكن مسؤلية القطاع العام اعم واشمل واخطر ، وبذات الوقت هي مسؤلية دولة ريئس االوزراء و السادة الوزراء كل بحسب وزارتة .

حمى الله الاردن و سدد على طريق الحق خطى قيادته وشعبه





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :