facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




الإصلاح الحقيقي في العالم العربي: ضرورة لا خيار


م. وائل سامي السماعين
21-07-2025 06:47 PM

في ظل ما يعيشه العالم العربي من أزمات متشابكة — سياسية، اقتصادية، اجتماعية، وثقافية — لم يعد الحديث عن الإصلاح ترفًا فكريًا أو مطلبًا نخبويًا، بل أصبح ضرورة وجودية لحماية الكيانات والدول من الفشل والانهيار والارتهان للخارج.

إن السؤال الجوهري الذي يواجهنا اليوم هو: ما هي طبيعة الإصلاح الحقيقي الذي يحتاجه العالم العربي؟ وهل نحن مستعدون للقيام به بشجاعة ومسؤولية؟

أولًا: الإصلاح السياسي
لا يمكن لأي إصلاح أن ينجح ما لم يُفتح المجال أمام التداول السلمي للسلطة، وضمان فصل السلطات واستقلال القضاء، وتعزيز الحريات العامة وحقوق الإنسان، وتوفير إعلام حر ومسؤول. لا ديمقراطية دون مساءلة، ولا شرعية دون تمثيل حقيقي للشعوب.

ثانيًا: إصلاح التعليم
التعليم العربي بحاجة إلى ثورة معرفية، لا مجرد تطوير شكلي. المطلوب هو منهج حديث يعزز التفكير النقدي، ويشجع الإبداع، ويرتبط بسوق العمل، ويؤسس لجيل قادر على التعامل مع تحولات القرن الحادي والعشرين في الذكاء الاصطناعي، الاقتصاد الرقمي، وريادة الأعمال.

ثالثًا: الإصلاح الاقتصادي
الاقتصادات العربية، خصوصًا تلك المعتمدة على الريع والنفط، تواجه خطر الجمود والانكشاف. لا بد من تنويع مصادر الدخل، ومحاربة الفساد، وتحرير السوق من الاحتكار، مع توفير بيئة تشجع الاستثمار والإنتاج، وتمكين القطاع الخاص والمشروعات الصغيرة.

رابعًا: الإصلاح الديني والفكري
من دون فصل حقيقي بين الدين والسياسة، وتجديد صادق للخطاب الديني بما يعزز قيم التسامح والعقلانية وحرية الاعتقاد، ستبقى مجتمعاتنا أسيرة الماضي والتعصب، مما يعطل النهضة ويؤجج الصراعات الطائفية.

خامسًا: الإصلاح الاجتماعي
يجب أن يقوم المجتمع العربي على المواطنة المتساوية لا على الطائفية أو القبلية أو المحسوبية. لا بد من تمكين المرأة، وسن قوانين عادلة للأسرة، ومكافحة التمييز بجميع أشكاله، وبناء عقد اجتماعي حديث ينتمي فيه المواطن إلى الدولة لا إلى الطائفة أو القبيلة.

سادسًا: إصلاح مؤسسات الدولة
بناء دولة حديثة يتطلب مؤسسات فعالة، شفافة، خاضعة للمساءلة. لا تنمية من دون جهاز إداري كفؤ، ولا عدالة من دون قضاء مستقل، ولا أمن مستدام من دون احترام لحقوق الإنسان.

العالم العربي يقف على مفترق طرق. إما إصلاح حقيقي شامل ومتزامن يضع الإنسان العربي في مركز التنمية، أو مزيد من التراجع والانهيار.

لقد آن الأوان لأن نواجه أنفسنا بشجاعة، ونتحمل مسؤولية التغيير، لا بوصفه خيارًا سياسيًا، بل بوصفه قدرًا لا مفر منه.

waelsamain@gmail.com





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :