صراع السيادة والهوية والكرامة
فيصل تايه
22-07-2025 09:50 AM
الكثير من المواقف المثيرة المستفزة كشفت الوجه الحقيقي للاحتلال الاسرائيلي ، خاصة التدخل الاخير في سوريا وقصف وزارة الدفاع وقصر الرئاسة في دمشق، تحت ذريعة “رفض تدخل الجيش السوري في السويداء”، اذ خرج الكيان الاسرائيلي ليعلن “موافقته المشروطة” على دخول قوات أمنية سورية إلى مدينة السويداء، بذريعة أن يكون دورها محصوراً فقط في فض الاشتباكات بين أبناء الشعب السوري.
هذا العدوان وما تلاه من تصريحات كشف بوضوح حجم الغطرسة الاسرائيلية ، والاستهانة بسيادة سوريا، وكشف أن إسرائيل لا تتعامل مع سوريا كدولة مستقلة، بل ساحة مفتوحة أمام طائراتها وإملاءاتها، دون اعتبار لسيادة أو قوانين أو أعراف دولية.
هذا الكيان إسرائيلي لا يملك أي صفة قانونية أو أخلاقية تخوّله رسم حدود التحرك الأمني لسوريا ، فمن خوله الحقّ في التدخل أو حتى إبداء الرأي في شؤون سوريا؟ لكنه يفعل ذلك، تحت صمت دولي يسمح له بأن يُقدّم نفسه كشرطي للمنطقة، بل كوصي على شعوبها ومستقبلها وبكل صلف ووقاحة .
ما يبعث في اعماقنا الاستهجان ان هذا الكيان يحتل أراضي عربية في الجولان السوري ويتمدد في عدة مناطق من سوريا، ويشن من وقت لآخر غارات على العمق السوري، ويأتي اليوم يلبس قناع الحريص على “فض النزاعات” داخل المدن السورية، فهل من المعقول أن يقبل الشعب السوري، أن تكون إسرائيل هي من تحدد متى وأين تتحرك قواته الأمنية؟
هذه الصورة التي تحاول إسرائيل أن ترسخها لنفسها، كحاكم إداري على سوريا ، ليست فقط مرفوضة من شعب سوريا ، بل تكشف نواياها الحقيقية في تفكيك سوربا وبث الفتن فيها، وإبقاء الشعوب السوري في حالة ضعف وانقسام حتى يسهل التحكم بمصائره ، فإلى متى نسمح لهذا الكيان الغازي بأن يكون وصياً على المنطقة ؟ وأين هي الأصوات في الإعلام والسياسة التي تعري هذا الكيان أمام العالم؟
أن العدوان الإسرائيلي يواصل اعتداءاته على سوريا ويكثف غاراته، في ظل سعي لفرض معادلة “الاستباحة دون ردة فعل”، و أن ما يريده هو أن تقبل الأمة بهذه المعادلة التي تضمن له السيطرة والجبروت، وتجعل شعوب المنطقة مستذلة ومستعبدة ومقهورة.
أن ما يسعى إليه العدو الصهيوني هو فرض دور له في الشأن السوري الداخلي تحت ذرائع “حماية الأقليات”، مستغلاً الأخطاء التي وقعت فيها بعض الجماعات المسلحة، ومؤكداً أن هدف الاحتلال هو تفكيك النسيج السوري، وخلق مبررات دائمة للتدخل تحت عناوين أمنية وطائفية.
ختاماً، ما يجري اليوم في السويداء وسوريا ، إلى جانب ما يحدث في غزة، يؤكد أن الصراع مع إسرائيل لم يكن يوماً على الأرض فقط، بل هو صراع على السيادة والهوية والكرامة .
والله ولي الصابرين