facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




في الطائرة… سمعتُ ما لم أسمعه في الإعلام!


د. ثابت النابلسي
22-07-2025 12:41 PM

قصةُ رحلة تكشف عن نهضة وطن تقودها رؤية ملك وهمةُ ولي عهد.

كنت أجلس في مقعدي بين المسافرين، أرقب وجوه الناس المتعبة، وأصوات الأطفال الممتزجة بالتعب واللهفة.


وفي تلك الأجواء المزدحمة على متن الطائرة المتجهة إلى عمّان، التقطت أذني حديثًا بين رجلين بدت على ملامحهما علامات الترحال والخبرة، كما لو أنهما من أولئك الذين تنقلهم الأعمال بين عواصم العالم.



ما استوقفني لم يكن فحوى الحديث فحسب، بل تلك النبرة الإيجابية النادرة التي حملها صوتاهما وهما يتحدثان عن تجربة دخولهما الأردن، وتحديدًا عبر بوابات مطار الملكة علياء.


قال أحدهما بدهشة ممزوجة بالإعجاب:
"مررت جوازي في البوابة الإلكترونية، وانتهى كل شيء خلال ثوانٍ! لم أصدق كم كان الأمر ميسّرًا!"
فردّ الآخر بدهشة:
"مستحيل! كنت أظن أن الإجراءات دائمًا طويلة ومتعبة."


فأجابه الأول بابتسامة الواثق:
"الأردن يتغيّر... الخدمات باتت أسرع، والناس أكثر احترافية، والاحترام حاضر في كل التفاصيل."



لم يكن الحديث مجرد تبادل عابر للكلمات، بل نافذة صغيرة أطللتُ منها على صورة وطنٍ يُعيد تشكيل سمعته بصمت، وبأفعال لا شعارات.
من خلال إجراءات بسيطة، لكن عميقة المعنى، يُبنى الانطباع، وتُؤسَّس الثقة.



ثم بدأ الحديث يأخذ منحًى أعمق؛ تحدثا عن نعمة الاستقرار في بلدٍ يحيط به اللهيب، وعن قيادة استطاعت أن تجعل من الاعتدال الأردني نهجًا، ومن الكرامة الوطنية عنوانًا، ومن الاستثمار في الإنسان خيارًا استراتيجيًا.



نعم، عندما نرى الملك يبني المؤسسات، وولي العهد يزرع الأمل، ندرك أن هذا التغيير ليس عشوائيًا، بل هو ثمرة إرادة سياسية يقودها جلالة الملك عبدالله الثاني، الذي ظل صوته ثابتًا في المحافل الدولية، مدافعًا عن الأردن، حريصًا على تحديث الدولة ومؤسساتها، ومُشجعًا لمسارات الإصلاح الاقتصادي.


وفي الوقت ذاته، نشهد الجهد الصادق لولي العهد، وكم هو قريب من الناس؛ فهو يؤمن بأن الاستثمار في الشباب هو الطريق نحو مستقبل مزدهر.
نشهد ذلك في لقاءاته، في مبادراته، بل حتى في عينيه… هناك شغف حقيقي.

حقًا، الأردن ليس بلدًا عاديًا؛ بل وطن صغير بمساحته، عظيم بموقعه ورسالته.


يمتلك ثروة بشرية مميزة، وكفاءات تعليمية متقدمة، وبنية تحتية متطورة في مجالات التكنولوجيا والخدمات اللوجستية.


هو البوابة الآمنة بين آسيا وأوروبا، وملتقى الشرق والغرب، وسوق واعد للاستثمار المسؤول، مدعوم بإرادة ملكية حاسمة، ورؤية شبابية بقيادة ولي العهد، تحاكي العصر وتواكب المتغيرات.

فماذا لو قرر كل مستثمر أردني أن يُخصص مشروعًا واحدًا فقط لوطنه؟
مشروعًا يُشغّل الشباب، ويحقق قيمة مضافة، ويرتبط بمستقبل الأجيال القادمة؟

الفرص موجودة، بل مغرية لمن يملك الرؤية والإرادة.


في منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة، يحصل المستثمر على إعفاءات ضريبية، وبنية تحتية متقدمة، وموقع استراتيجي يربط بين قارات العالم.
وفي العاصمة عمّان، يتوافر رأس المال البشري المؤهل، وسوق واعد للخدمات الرقمية والتعليم والتكنولوجيا.


أما في المحافظات، فهناك طاقات شبابية بانتظار الفرص، وأراضٍ خصبة تنتظر الإنتاج، ومجتمعات عطشى للعمل والمساهمة.



الأردن لا يحتاج فقط إلى دعم خارجي، بل إلى التفاف داخلي من أبنائه حول مشروع وطني جامع.
السؤال اليوم لم يعد: ماذا فعلت الدولة؟
بل أصبح: ماذا فعلت أنا لوطني؟

السمعة لا تُشترى… بل تُصنع.
وسمعة الأردن اليوم تُبنى بمزيج من الحوكمة والحداثة، والإنسانية في التعامل، والجرأة في التحديث.



ما سمعته على متن الطائرة لم يكن مجرد مديح، بل كان شهادة حية بأن السمعة الطيبة لا تُصنع بالإعلانات، بل بالأفعال المتراكمة، وبصوت القيادة التي تعمل بصمت، وتتحدث بالنتائج.



في لحظة نادرة من الصفاء، أدركت أنني لم أكن أسترق السمع فقط…
بل كنت أُصغي إلى صوت وطن يُعاد اكتشافه، وطنٍ قال كلمته للعالم:

"هنا الأردن… حيث الملك قائد، وولي العهد ملهم، والشعب أصل الحكاية."






  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :