العشائر ركيزة بناء وعمق النهضة
ماجدة الشوبكي
22-07-2025 02:25 PM
لطالما شكلت العشائر الأردنية ،الركيزة الصلبة ،لبناء الدولة الأردنية الحديثة، وأسهمت عبر التاريخ ،في حماية الوطن ،وتعزيز وحدته الوطنية ،والاجتماعية ،فقد كانت العشيرة وما زالت، مهد القيم والمبادئ، التي رسخت الانتماء ،والولاء ،وساهمت في تماسك النسيج الاجتماعي ،وتحصينه أمام التحديات.
في صلب المسيرة الوطنية، وقفت العشائر الأردنية، إلى جانب القيادة الهاشمية ،منذ البدايات مؤمنة بمشروع الدولة ،وبالرسالة الهاشمية، في بناء وطن آمن مزدهر ،ومستقر، وقد كان لها دور بارز، في إرساء دعائم الأمن المجتمعي، وحل النزاعات ،وتعزيز لغة الحوار والتفاهم ،وهو ما جعلها شريكا أصيلا ،في حفظ السلم الأهلي ،ودرعا منيعا، في وجه الفتن .
ولا يمكن الحديث عن حاضر العشائر، دون التوقف عند المحطات الوطنية ،التي تؤكد هذا الدور المستمر، والمتجدد، ومن أبرز هذه المحطات، اللقاء الوطني الذي عقد مؤخرا ،في ديوان الشيخ خالد الحياري أبو حديثة ،في مدينة السلط ،بحضور مستشار جلالة الملك لشؤون العشائر، وعدد من وجهاء وشيوخ العشائر، في محافظات المملكة .
هذا اللقاء الوطني ، لم يكن مجرد مناسبة اجتماعية ، بل محطة جامعة ، تمثل ترجمة فعلية لروح التشاور، والتكامل ،بين القيادة والعشائر، وتجديدا للعهد ،على أن العشائر، ستبقى السياج المنيع للوطن ،وحاضنة للثوابت الوطنية .
لقد تناول اللقاء، جملة من القضايا الوطنية المهمة ، بما فيها ترسيخ الهوية الوطنية الجامعة ،وتعزيز الأمن المجتمعي ،والتأكيد على أن العشائر، ليست كيانا تقليديا فقط ،بل شريك فاعل، في بناء المستقبل .
وما يميز العشائر الأردنية ،كذلك أنها لم تكن يوما ،في حالة تقاطع مع الحياة السياسية ،أو الحزبية ،بل كانت حاضرة بتوازنها ،ورصانتها، تحترم التعددية ،وتحتضن التنوع، وتضع مصلحة الوطن ،فوق كل اعتبار، وحتى في بعدها المناطقي، أثبتت العشائر، أنها ليست كيانا منغلقا ،بل كانت دوما عنصرا فاعلا ،في المشاريع التنموية ،والخدمية ،منخرطة في خدمة المجتمع ،ومؤمنة بأن التنمية ،تبدأ من المواطن ولأجل المواطن .
فالعشائر ليست مجرد مكون ،بل هي القلب النابض، في جسد الوطن ،وركيزة لا بد أن تكون حاضرة ، في كل مشهد وطني، بكل ما تحمله، من حكمة وتجربة ،وعمق اجتماعي، وثقافي، يجعل منها عنصرا، لا يستغنى عنة، في مسيرة البناء ،والنهضة .
العشائر الأردنية ،ليست مجرد إرث ثقافي ،أو تقليد اجتماعي ،بل مدرسة وطنية، تربى فيها أجيال ،على حب الوطن ،وخدمة أبناءه ،والدفاع عن المبادئ ،ومن خلال اللقاءات الوطنية ، تتجلى وحدة الموقف والهدف، وتتجدد العهود ،وتصان الثوابت، ليبقى صوت العشيرة، صوت الوطن، ونبضها ،هو نبض الأردنيين كافة ، في ظل القيادة الهاشمية الحكيمة .
* مسؤولة العلاقات العامة والإعلام ووحدة تمكين المرأة والشباب في بلدية الشوبك