الأردن .. كخبز الشعير مأكول ومذموم
د. طارق الوحوش
23-07-2025 10:42 AM
رغم سنوات من الثبات، والمواقف المشرفة، والتضحيات التي سُطّرت بدماء الشهداء وبصمت الشرفاء، ما زال هناك من يُنكر أو يتجاهل الدور الأردني الراسخ في دعم القضية الفلسطينية، وخصوصًا في الوقوف مع الأشقاء في غزة، في أحلك الظروف وأصعب المحن.
إن ما يقدمه الأردن، قيادةً وشعبًا، من دعم سياسي وإنساني متواصل لفلسطين، لا يحتاج إلى ترويج ولا دعاية، فهو دور متجذر في الوعي والوجدان الوطني الأردني. من الوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس، إلى قوافل الإغاثة التي لا تنقطع إلى غزة، إلى مواقف الملك عبد الله الثاني الراسخة في الدفاع عن حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة، وعاصمتها القدس الشرقية، فإن الأردن لم يتراجع يومًا، ولم يتردد ساعة، ولم يزايد لحظة.
وفي الوقت الذي يكتفي فيه البعض بالشعارات أو الصمت، يبادر الأردن بالفعل، ويتحمل مسؤولياته التاريخية والقومية، رغم التحديات الاقتصادية والضغوط الإقليمية. لا يتاجر بالموقف، ولا ينتظر التصفيق. بل يضع فلسطين في القلب من السياسة، وفي مقدمة الأولويات، وفي عمق الانتماء القومي والإنساني.
لكن، ويا للأسف، يخرج من بيننا من ينكر المعروف، ويغمض عينيه عن الحقيقة، ويكيل الاتهامات بلا بيّنة. وكأن الدفاع عن فلسطين صار حكرًا على من يصرخ أكثر، لا على من يعمل أكثر.
رسالة الأردن لا تتغير: فلسطين ليست قضية طارئة، بل قضيتنا المركزية، وجزء لا يتجزأ من أمننا القومي وهويتنا التاريخية. وغزة، وإن أدمى الحصار قلبها، فإن قلب الأردن معها، دائمًا، وبلا شروط.
لقد آن الأوان أن يُنصف الأردن، لا بالمديح، بل بالاعتراف المنصف. فمواقف الأردن تجاه فلسطين ليست مواقف عابرة، بل شواهد خالدة، يسجلها التاريخ، مهما حاول البعض طمسها أو التقليل من شأنها.