قوافل أردنية إلى الجنوب السوري وغزة
أيمن هلال
24-07-2025 01:01 PM
في مشهد يعكس جوهر هذا الوطن النبيل، أعلنت الهيئة الخيرية الأردنية الهاشمية عن تسيير قافلة مساعدات إنسانية إلى الجنوب السوري، في وقت كانت فيه قوافل أخرى تشق طريقها نحو غزة المحاصرة، مشهد واحد، لكن برسالتين متكاملتين، تقولان للعالم إن الكرامة لا تتجزأ، وإن اليد الأردنية حين تمتد بالخير لا تفرق بين دم ودم، ولا بين معاناة ومعاناة.
قافلتان في اتجاهين مختلفين، لكنهما تسيران على خط أخلاقي واحد من الثبات والمبدأ، تحكيان قصة وفاء لا تعرف المسافات، ولا تلتفت إلى اعتبارات الحدود، بل تعكسان توجها راسخا في السياسة الأردنية، التي تضع البعد الإنساني في صميم أولوياتها، بعيداً عن أي اعتبارات طائفية أو سياسية ضيقة، فدعم الإنسان في أوقات الشدة لم يكن في يوم من الأيام خياراً عند الأردن، بل هو واجب أخلاقي متجذر في ضمير الدولة والمجتمع معاً.
ورغم التحديات الاقتصادية المتراكمة، والضغوط الإقليمية المتزايدة، يواصل الأردن أداء هذا الدور بإصرار، مستنداً إلى إرث طويل من المواقف المشرفة التي انحازت دوماً إلى الإنسان، وأعلت من قيمة الحياة، ورفضت التخلي عن الجار والشقيق في وقت الضيق.
وفي كل مرة ترتفع فيها أصوات التشكيك أو تتعالى محاولات التقليل من حجم هذا العطاء، تأتي الوقائع لتثبت العكس وتخرس كل الأصوات المشككة، وتؤكد أن هذا الدور ليس استثناء عابراً، بل ممارسة ثابتة وراسخة.
قوافل الخير الأردنية تمضي، ولا تتوقف، لأنها تسير بوحي من الضمير، وإرادة لا تعرف التراجع.