المؤثرون المزعومون ومزايدة التفاهة على حساب غزة
صالح الشرّاب العبادي
25-07-2025 08:05 PM
المؤثرون الذين يسيئون إلى مواقف الأردن تجاه غزة .. من أنتم؟
ماذا فعلتم؟
ماذا قدمتم لغزة؟”
أنتم الذين تجلسون خلف الشاشات، تنفثون السم وتوزعون صكوك الوطنية والمقاومة على من تشاؤون، هل تعرفون شيئًا عن توازنات الدولة ومسؤولياتها؟
هل تعرفون ماذا يعني أن يكون بلد كالأردن، محدود الموارد والاقتصاد ، حوله محيط ملتهب ، ويقف رغم كل شيء ليقول: لا للوطن البديل ولا للتهجير ، لا لتصفية القضية، لا لتجويع غزة؟ يقف امام عاتيات التحديات بقوة ومنعة وسؤدد..
من أنتم؟
هل أنتم من حافظ على حدود آمنة لمرور الجرحى؟
هل أنتم من دعم صمود الناس في غزة دون ضجيج ولا مزايدة؟
هل أنتم من أوصل المساعدات رغم التهديدات والضغوط؟
أم أنتم ممن يتاجرون بدماء غزة على شاشات الهواتف، ويبنون جماهيريتهم على حساب معاناة أهلها؟
ماذا فعلتم؟
هل أرسلتم ولو صندوق دواء؟
هل سيطرتم على شهواتكم المخفية وغرائزكم الحيوانية عند خلواتكم المشبوهة ؟
هل خرجتم في مظاهرة واحدة عندما قصفت غزة في عز الليل؟
أم اكتفيتم بتغريدة ساخرة، أو مقطع فيديو يثير الجدل على حساب الحقيقة والعدالة؟
ماذا قدمتم لغزة؟
هل وفرتم الدعم السياسي أو المعنوي الحقيقي؟
هل وقفتم مع المقاومة حين كانت وحيدة؟
هل قرأتم موقف الأردن الرسمي والشعبي من الحرب الأخيرة، أو تابعتم الجسر الجوي والإغاثة التي لم تنقطع؟
أم أنتم مشغولون فقط بتصيد المواقف، وتخوين الشعوب، ونسج سردياتكم المعلبة الجاهزة لكل موسم؟
غزة لا تحتاج إلى مؤثرين مزيفين.
غزة تحتاج إلى رجال مواقف، لا رجال ترند.
وللعلم – حتى نضع النقاط على الحروف – فإن من يدّعي أنه “مؤثر” ويهاجم الأردن بلا ضمير، لا يعرفه أحد لولا صراخه واتهاماته.
هو لا قيمة له في الوعي العام، ولا أثر حقيقياً له في الميدان، ولا تُعرفه الجماهير إلا من خلال خروجه المتكرر عن السياق الوطني.
يصنع قيمته من التشويش، ويبحث عن الظهور على حساب بلدٍ ما زال ثابتاً في مواقفه رغم العواصف.
نقول له:
لن تُصنع القيمة من الشتائم.
ولن تكون مؤثراً إذا لم يكن لك أثرٌ حقيقي، أو قضية عادلة تقف معها بأمانة.
فاغتنِ بصمتك، فهو أبلغ من هرائك.
فاسألوا أنفسكم قبل أن تسألوا الأردن:
أين كنتم حين كانت غزة تحت النار؟