facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




الريشة ليست لكم


عاطف أبوحجر
29-07-2025 04:50 PM

في عالمٍ باتت فيه المناسبات الاجتماعية أشبه بمحطات للتجمُّل والتمثيل، تظلّ الأعياد، ولا سيّما عيد الميلاد، لحظات كاشفة للقلوب قبل الوجوه. ليست مجرد زينةٍ أو طقوس احتفالية، بل معيارًا صادقًا يفرز الصادق من المُتكلّف، والمحِبّ من المُتربّص.

خلال احتفالي الأخير بعيد ميلادي، غمرتني رسائل التهاني من زملاء وأصدقاء وأشخاص أعتزّ بهم. كلماتهم كانت دافئة، نقية، تتجاوز حدود الشكل إلى جوهر المشاعر. تواصل بسيط – أكان برسالة، مكالمة، أو حتى تفاعل عابر – لكنه يحمل من المعنى ما يفوق كثيرًا من الأحاديث المنمّقة.

لكلّ من بادر، وتذكّر، وعبّر: شكرًا من القلب.

لكن الحقيقة تبقى أن كل مناسبة – مهما كانت شخصية – تُعرّي شيئًا مما يُخفى. ثمة دائمًا فئتان من الناس تظهران في مثل هذه اللحظات:
الأولى، تُحبك بصدق، وتفرح لأجلك كأن فرحك من فرحها.
والثانية، تراقبك من بعيد، تلوذ بصمت بارد، لكنها تغلي داخليًا... صمتها ليس حياءً، بل خبثًا مستترًا.

تلك الفئة تجيد التمثيل، تتقن ارتداء الأقنعة، وتتعامل بمنطق المصلحة فقط. مجاملاتهم موسمية، مرتبطة بالمنفعة، وتحضر فقط عند اللزوم.

يظنون أنفسهم أذكى من الجميع، بينما هم غارقون في أوهامهم الصغيرة.

ولأمثال هؤلاء نقول بصراحة:

لا أنتم على رؤوسكم ريش، ولا نحن مُلزمون بالتصفيق لوجودكم المفاجئ.

الاحترام لا يُستجدى، ولا تُزيَّف النوايا.

أما عن نفسي، فدون ادعاء، لم أقصّر يومًا، لا مع قريب ولا غريب، خصوصًا مع أولئك الذين اعتادوا الأخذ دون مقابل، والتقدير لم يعرف طريقًا إليهم.

لكن كما يُقال: الطبع يغلب التطبع.

إن بين المجاملة المهذبة، والواجب الإنساني، خيطًا رفيعًا لا يراه إلا من امتلك ضميرًا حيًّا.

فإذا كان النوم يخاصمك كل ليلة، فاسأل نفسك بصدق: لماذا؟

عيد الميلاد ليس شموعًا وكعكًا فحسب، بل مرآة تُظهر القلوب على حقيقتها، وتُسقط الأقنعة واحدًا تلو الآخر.

كل عام وأنا أكثر نضجًا، وصدقًا، وصلابة.

أما أولئك الذين اختاروا المراقبة من خلف الستار... فليبقوا هناك.

الريشة؟ ليست لكم.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :