الجيش العربي الأردني .. درع الوطن وسياجه الأمين
العميد المتقاعد عمر العلاونة
30-07-2025 04:52 PM
في زمن تعصف به الأزمات وتزدحم فيه الجبهات بالمخاطر، يبقى الجيش العربي الأردني هو الثابت الذي لا يتزحزح، والصوت الهادئ في صخب الإقليم، والسيف الذي لا يغمد في وجه الخطر. هو جيشٌ لم يكن يومًا أداة قمع أو مشروع هيمنة، بل مؤسسة عقيدتها الفداء، ورايتها الشرف، وميدانها الإنسان والأرض والسيادة.
من الحدود الشمالية حتى أعماق الصحراء الشرقية، يسطر النشامى ملاحم بطولية في وجه عصابات التهريب والمخدرات، يقدمون أرواحهم على مذبح الكرامة دون منّة أو تردد، إيمانًا منهم بأن أمن الأردن ليس مهمة وظيفية بل عقيدة وواجب مقدس.
وفي لحظة الإقليم المشتعل بصراع المحاور والنيران المتقاطعة بين قوى كبرى، اختار الأردن عبر جيشه وقيادته موقفًا رشيدًا، يقوم على الحياد المسؤول لا اللامبالاة، وعلى الجاهزية لا الغفلة. فكانت الحدود مصانة، والسيادة مصونة، والرسالة واضحة: الأردن لا يُجرّ، بل يُحتَرم.
لم تغب البوصلة عن هذا الجيش يومًا. فحين نادى أهل فلسطين، كان الرد أردنيًا بحجم العهد: مستشفيات ميدانية، جسور إغاثة، ودموع وفاء لا تنضب. هذا هو الجيش الذي تعلّم من قائده الأعلى، جلالة الملك عبدالله الثاني، أن فلسطين ليست "قضية" بل جزء من الذات، وأن القدس ليست "ملفًا" بل نبضًا في القلب.
وفي حضوره بين الناس ، يتجلى الجيش العربي ليس فقط كحارس للحدود، بل كركيزة لهوية وطنية متجذّرة، تزرع الانتماء وتعزّز القيم وتورث الفخر.
يبقى الجيش العربي الأردني هو الرهان الصادق في زمن التلوّن، هو الجدار الذي تستند إليه الدولة حين تشتد العواصف، وهو اليد التي لا ترتجف إن تعلق الأمر بالكرامة والسيادة.
المجد لجنود الوطن… الشرف لراية الجيش… والولاء للقيادة الهاشمية التي سارت وما زالت على درب المجد والعزّة.