facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




خطاب غير مسؤول من بعض قيادات حماس في الخارج


صالح الشرّاب العبادي
01-08-2025 11:41 AM

في ذروة الألم الفلسطيني، وتحديدًا في غزة التي تتعرض منذ شهور لحرب إبادة ممنهجة، كان المنتظر من الجميع، وخاصة القيادات السياسية الفلسطينية في الخارج، أن يحافظوا على خطابٍ مسؤولٍ، يراعي الدم، والجرح، والحاجة إلى التماسك ، لكن بعض الأصوات القيادية في حركة حماس، للأسف، اختارت أن تُوجه سهامها نحو الأردن – الدولة والشعب والقيادة – بلغة لا تليق، ولا تعبّر عن تقدير لتاريخ من الدعم والوفاء الأردني للقضية الفلسطينية.

الأردن… سندٌ لا يُنكر

الأردن، بقيادته وشعبه ومؤسساته، لم يكن يومًا على الحياد تجاه فلسطين. قدّم التضحيات، واحتضن اللاجئين، وثبّت الموقف السياسي في كل المحافل الدولية ضد التهجير والتصفية، وواجه ضغوطًا هائلة وهو يرفض التنازل عن الوصاية الهاشمية على المقدسات في القدس. وما يزال مستشفيات الجيش الميدانية في غزة وفلسطين شاهدة على العطاء الأردني اليومي، الذي لا يُشهر ولا يُزايد، بل يُنفّذ بصمت وشرف.

منابر الخارج… ومفردات الجحود

رغم ذلك، خرجت بعض القيادات الحمساوية المقيمة في الخارج ، بخطابات وتغريدات تتضمن إساءات مباشرة للأردن ، تصريحات تصدر بعضها ممن اعيدت له الحياة على ارضها ، وفتح جبهات موازية، لم يكن زلة لسان، بل كان خروجًا سياسيًا وأخلاقيًا خطيرًا، يُفهم في الأردن على أنه دعوة للفوضى وتدخّل غير مبرر في الشأن الداخلي.

كما أن عبارات التلميح والتجريح التي صدرت عن شخصيات محسوبة على حماس، والتي وصفت الأردن بمواقف سلبية أو خذلان، تكرّرت بشكل يطرح تساؤلات مشروعة: هل فقد بعض قادة حماس البوصلة السياسية، حتى باتوا يُهاجمون من وقف معهم حين صمت غيرهم؟!

شعارات ظاهرها التضامن وباطنها الفتنة

الأخطر من التصريحات، هو ما بدأ يظهر في بعض الشوارع الأردنية من شعاراتٍ غريبة – ظاهرها الغضب من أجل غزة، لكن باطنها مليء بالتحريض، والتجريح، والسمّ السياسي المتقن ، شعارات تحمل إساءات فجة لرموز الدولة الأردنية، وتهجمًا على الجيش والأجهزة الأمنية، وعبارات يُدرك الأردنيون أنها ليست بريئة، بل مكتوبة بعناية لإثارة الفتنة، وزعزعة الاستقرار.

هذه الشعارات لا يمكن فصلها عن ما تبثّه بعض القيادات في الخارج، ممن يحرّضون من وراء الشاشات، في الوقت الذي يعيشون فيه حياة مرفهة، محاطين بالحماية، ممتلئين من خزائن الذهب، ويتنقلون بين العواصم بأمان، بينما شعب غزة يُدفن تحت الأنقاض.

ازدواجية صارخة

الأردني، حين يسمع تلك التصريحات، ويسمع في الوقت نفسه أخبار معاناة أهل غزة من الجوع ونقص الدواء، لا يستطيع إلا أن يتساءل: كيف يطالبنا من يعيش في الرفاهية بالخروج إلى الشارع ؟ ( بالرغم من إعطاء مساحة كبيرة للتعبير عن الغضب ) ، وكيف يتحدث عن “المقاومة” من على طاولة طعام فاخرة، بينما الأطفال في غزة لا يجدون الماء؟ هذه الازدواجية الأخلاقية تفقد الخطاب مصداقيته، وتكشف حجم الانفصال بين بعض قادة الخارج وهموم الداخل.

بين النقد والتحريض

من المهم التمييز هنا: لسنا ضد النقد، بل نحترم الرأي المختلف ، لكن ما يُقال مؤخرًا تجاوز النقد إلى تحريض، ومن يحرّض على الأردن، أو يُحاول تصويره كعدو، إنما يخدم الاحتلال – سواء شعر بذلك أم لا ، ومن يشوّه صورة الأردن، وهو السند التاريخي والعمق الاستراتيجي لفلسطين، لا يمكن أن يكون حريصًا على مشروع التحرر، بل يُمهد – بوعي أو بجهل – لتفتيت كل جبهة دعم حقيقية.

العتب من الوفاء

نقول هذا الكلام ليس من موقع الخصومة، بل من منطلق المحبة الصادقة والحرص المشترك ، نحن نُفرّق بوضوح بين خيار المقاومة، الذي نؤمن به وندعمه، وبين الخطاب العبثي لبعض القادة الذين أساؤوا بفجاجة للأردن. من يحب فلسطين لا يُحرض على عمقها العربي ، ومن يريد للنصر أن يتحقق لا يزرع الفتنة في صفوف من وقف معه في أحلك الظروف.

الوفاء لا يكون بالشعارات، بل بالاحترام. واحترام الأردن ليس منّة، بل واجب على من يعرف التاريخ والجغرافيا والسياسة. والمقاومة التي نؤمن بها، هي التي تعرف أن العمق الأردني ليس طعنة في الظهر، بل سندًا للانتصار..





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :