دأب حزب عزم ان يكون سباقا ومبادرا بٱمور وإجراءات كثيرة بالرغم من حداثة نشأته، وكان آخرها الاربعاء الفائت ٢٠٢٥/٧/٣٠ حيث اعلن عن انشاء مركز الدراسات الاستراتيجية ( المدرسة الحزبية) .... وقد حظي حفل الإشهار برعاية وحضور نخبوي مهيب ،وأجمع الكل على انها خطوة للأمام وطليعية في الحياة الحزبية والديمقراطية بشكل عام ، تميز بها حزب عزم بأن قرع جرسا ليوجه جهدا وفكرا تجاه هذه القضية الحساسة، قضية البحث والدراسة والتطوير، والتي غفلت عنها معظم الاحزاب ان لم يكن كلها.
في أي مؤسسة، انا ٱشَبِّه قسم او مركز الدراسات ، وكما اسلفنا يضاف الى الاسم احيانا "البحث والتطوير" ، ٱشَبِهُهُ بالقمة النامية بعالم النبات ، فهذا الجزء الحساس، هو رأس وقائد التقدم والنمو والتطور ، ثم يتشكل منه ويتفرع الاوراق والاغصان وتكبر الشجرة وتتعاظم بفعل هذا الجزء المهم ، ولا ننسى ان هذا الجزء هو الاولى بالرعاية والاهتمام، كون هذه الرعاية تحقق نموا وازدهارا ضمنيا لباقي الشجرة.... لباقي المؤسسة.
ان انشاء مركز للدراسات الاستراتيجية ليس اجراء استثنائيا بحد ذاته، بل هو عودة لأصل الاشياء وطبيعتها ، وبإنشائه يستقيم الهيكل ، ويرتاح القدر على كامل اثافيه بعد ان كان مائلا ومهدد بالمزيد من المَيل، ولا شك انها خطوة بالاتجاه الصحيح لتفعيل أدوات العمل الحزبي ومأسسته ضمن الٱطر العامة لمنظومة التحديث السياسي التي ترجمت الرؤى الملكية وٱقِرَت وأصبحت دستورية ونافذة.
نأمل من هذا المركز إنتاج معرفة قائمة على ابحاث اكاديمية وفق اصول المنهج العلمي، لتساهم هذه المعرفة في توجيه القرار الحزبي من ناحية ، ومن ناحية ٱخرى وهو الاهم، تحليل البيئة السياسية والثقافية والاجتماعية للجمهور المستهدف، والتي يعمل ضمنها ومن أجلها الحزب وباقي الاحزاب، ثم اعداد قيادات وكوادر حزبية يكون لها القدرة على قيادة الحزب وعلى جذب وإستقطاب هيئة عامة نوعية ثم تشكيلها وفق فكر الحزب وتوجهاته.
صحيح ان نتاج عمل هذا المركز ستكون بالمقام الاول لصالح الحزب وهذا حق مشروع، لكننا بحزب عزم ندعو باقي الاحزاب لانشاء وتفعيل هذا الجزء الحساس بأحزابهم ولنساهم بتكامل الجهد جميعا بالدفع والتمكين للاحزاب كلها بشكل عام، وللبيئة الحاضنة على مستوى كامل الوطن، وبالتالي تعميق الحياة الحزبية شعبيا عن طريق نشر المعرفة الحزبية وأثرها المباشر والبعيد على المجتمع، والتي يغفل الشارع عن إدراك جدواها حاليا، ولنساهم جميعا بخلق حالة تقدمية، لتعم الفائدة ونُعَظِم النتيجة ،فمن البديهي ان يد واحدة لا تصفق، في الوقت الذي نشكو فيه ضعف انتشار العمل والفكر الحزبي ، وهذا يشكل ضرورة قصوى للاحزاب لإتخاذ اجراءآت غير عادية في سبيل المضي لتحقيق هذا الهدف الذي يترجم توجهات القيادة ورؤآها.
* حزب عزم/ عضو مؤسس