facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




فرصة سانحة في الأفق!


د. أحمد يعقوب المجدوبة
02-08-2025 08:49 PM

تلوح في الأفق الآن، أكثر من أي وقت مضى، فرصة لإنهاء حرب الإبادة في غزة والهجمة الاستيطانية المسعورة في الضفة والتحرش الإسرائيلي الصلف بعدد من دول الجوار الشقيقة.

غطرسة الحكومة الإسرائيلية الحالية وصلت حداً غير مسبوق ولا بد من مجابهتها بأفعال دبلوماسية محترفة، تُحق الحق وتبطل الباطل؛ وترسي قواعد السلام الحقيقي الذي ينادي به العرب للجميع منذ قرن ونيّف.

والفرصة، في تقديرنا، تتمثل في التعاطف المجتمعي العالمي غير المسبوق مع القضية الفلسطينية، على المستويين الشعبي والمؤسسي، وتحرك بعض الدول المهمة لفعل ما كان يجب أن يُفعل من سنوات لا بل عقود، والمتمثل بالاعتراف الصريح بدولة فلسطين والتمسك بحل الدولتين سبيلاً ناجعاً لإنهاء الصراع الذي طال أمده.

المُحرّك المحدَّد لهذه المقالة هو إعلان عدد من الدول الأوروبية المؤثرة، وعلى رأسها بريطانيا وفرنسا، ومن ثم كندا والبرتغال وغيرها من دول مهمة، نيتها الاعتراف بدولة فلسطين، ذلك الإعلان الذي يشي بأن تلك الدول قد تبين لها أخيراً "الخيط الأبيض من الخيط الأسود".

وإعلان النوايا هذا هو، في حد ذاته، "فرصة"، لا بل فرصة تاريخية، لأنه يشي بتحول جذري في رؤية دول فاعلة، كانت تقليدياً منحازة سياسياً لإسرائيل أكثر من انحيازها للعرب. والتصويت بالفيتو أو الامتناع لأكبر مؤشر على ذلك.

بيد أن "الفرصة"، إذا لم تُستثمر وتستغل ويُبنى عليها وتترجم إلى واقع ملموس ونتاجات محسوسة، قد لا تفيد في شيء، وتصبح "فرصة" ضائعة، كما ضاع غيرها.

ومن هنا وجب استثمارها باحتراف والبناء عليها وترجمتها إلى واقع يفضي إلى النتاجات الآتية مجتمعة: إيقاف حرب الإبادة في غزة وحرب الاستيطان في الضفة؛ انسحاب إسرائيل من جميع الأراضي "العربية" التي احتلتها عام 1967 وإقامة الدولة الفلسطينية الناجزة عليها؛ وتطبيق جميع القرارات الدولية الخاصة بحقوق الفلسطينيين الأخرى وحقوق العرب.

وهذه النتاجات لا تتحقق إلا إذا تم تبنيها من خلال مجموعة من الدول العربية المؤثرة وإطلاق حراك دبلوماسي عربي منظم ومحترف يعمل بتنسيق لصيق مع الدول الأوروبية المنحازة للسلام العادل والشرعية الدولية، ومع الولايات المتحدة الأمريكية والتي يجب الضغط عليها لتعديل موقفها كما عدله حلفاؤها، علماً بأن أمريكا نفسها ألمحت في وقت سابق بأنها ستعترف بفلسطين وأنها تتبنى حل الدولتين.

وهنالك، إضافة للتحول في موقف الشعوب الغربية وبعض حكوماتها تجاه القضية، أمران مهمان يسهمان في نجاح الحراك الدبلوماسي العربي المنشود والمطلوب الآن:
أولاً، وجود حالة من التفاهم العربي إزاء حل للقضية الفلسطينية ووجود علاقات عربية دولية ثمينة يمكن استثمارها. الأجواء العربية، والتي اتسمت بالشرذمة والتنافر في وقت ليس ببعيد، أضحت أكثر انسجاماًُ واتفاقاً على ما يجب القيام به، وأكثر قدرة.

ثانياً، إفادة الحراك العربي الدبلوماسي من الدبلوماسية الأردنية المحترفة والعقلانية والخبيرة في تعاملها مع الصراع، سيما وأنها على أطول خط جوار مع الفلسطينيين وأنّ لها دور تاريخي في حماية المقدسات، وجهد إغاثي فاعل في دعم الأهل في غزة والضفة، وعلاقات سياسية عالمية مؤثرة تستند إلى دور نشط وناجح يقوده باقتدار جلالة الملك الذي كان له الفضل الأكبر في إبقاء الضوء مسلطاً على القضية الفلسطينية، حتى في أحلك الظروف وأصعبها، وفي كسب التعاطف العالمي تجاهها وفي تحوّل مواقف الدول الإيجابي المشار إليه أعلاه.

وبعد، فحياة الشعب الفلسطيني وحقوقه، وحقوق دول عربية أخرى، أمانة في أعناق الساسة الفلسطينيين والعرب. وهنالك، لذلك، فرصة حقيقية في الأفق، لا بد من استثمارها والبناء عليها دبلوماسياً بكفاءة وتصميم حتى يُرفع الظلم عن الفلسطينيين والعرب، وتشرق الشمس في شرقنا كلّه من جديد.







  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :