facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




الأمن الوطني: بين تحديات أطماع اسرائيل والاستيطان في الجولان


د. بركات النمر العبادي
03-08-2025 12:14 PM

يواجه الأردن ، الدولة المحورية في منظومة الأمن العربي اليوم ، تحديات متصاعدة في ظل تحركات إسرائيلية توسعية تتجاوز حدود الجولان السوري المحتل ، وتتمدد عسكريًا باتجاه جنوب سوريا ، مما يثير تساؤلات خطيرة حول تداعيات ذلك على الأمن القومي الأردني.
في ظل هذه التحولات ، بات من الضروري مقاربة التطورات الأخيرة من زاوية الأمن الوطني، الذي لم يعد محصورًا بالتهديدات التقليدية ، بل بات يواجه اختراقات جيوسياسية قد تغيّر معادلة الاستقرار في المنطقة.

يعتبر الجولان: تمركز عسكري اسرائلي واستيطاني على حدود الحساسية الأردنية ، ولم تعد هضبة الجولان مجرد منطقة نزاع بين إسرائيل وسوريا ، بل تحولت في السنوات الأخيرة إلى منصة استراتيجية إسرائيلية قد تُستثمر مستقبلاً في إعادة هندسة التوازنات الحدودية مع الأردن.

إسرائيل أعلنت عام 2024 عن خطة استيطانية لمضاعفة عدد سكان الجولان من المستوطنين، بميزانية تفوق مليار شيكل ، ما يشكّل تحولاً خطيراً في العقيدة الأمنية الإسرائيلية تجاه هذه المنطقة (The Guardian, 2025).ان تمركز أكثر من 50 ألف مستوطن مدعوم بقواعد عسكرية متطورة قرب الحافة الشمالية للأردن يجعل المملكة في وضع دفاعي حساس على جبهتها الشمالية الشرقية.

وتعتبر تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو نهاية عام 2024 عن نية بلاده "احتلال منطقة عازلة" داخل جنوب سوريا، بانها تضع الأردن أمام خطر استراتيجي مباشر.

هذه المنطقة العازلة تقع جغرافيًا ضمن المجال الحيوي الأمني للأردن، وسبق أن كانت تحت المراقبة المشتركة لضمان الحياد في اتفاق فك الاشتباك عام 1974.

والأردن بدوره احتج رسميًا على الخطوة، محذرًا من أن أي اختراق جديد للمجال الحدودي الشمالي يمثّل تهديدًا لمعادلة الردع الإقليمي ويقوض الثقة بالترتيبات الأمنية التي حافظت على استقرار المنطقة لعقود (Politico, 2024).

وان البعد الأمني لا يقتصر على التهديد العسكري، بل يمتد إلى بُعد وجودي يتعلق بالهوية الوطنية الأردنية ، فخطابات قادة يمينيين في إسرائيل ، أبرزهم بتسلئيل سموتريتش ، أعادت طرح ما يُعرف بـ"الوطن البديل"، كحل لإنهاء القضية الفلسطينية عبر تصدير الأزمة إلى الأردن ، وتصريحات عام 2023 التي وصف فيها الوزير الإسرائيلي الأردن بـ"فلسطين الحقيقية"، لا تمثل فقط إهانة سياسية، بل تشكّل خرقًا خطيرًا للأمن السياسي الأردني ، وتضعه أمام تحدٍ سيادي غير مسبوق (The New Arab, 2023)..

الأردن يواجه اليوم تهديدًا "مركبًا" يتداخل فيه : 1- الخطر العسكري: من التوسع الإسرائيلي قرب حدوده الشمالية. 2- الخطر السكاني والديموغرافي: مع محاولات تهويد الضفة ودفع الفلسطينيين نحو الحدود الشرقية. 3- الخطر السياسي: مع تصاعد خطاب "الوطن البديل" وتهميش الدور الأردني في ملف القدس ، هذه التحديات تمس جوهر السيادة الأردنية ، وتدفع نحو مراجعة العقيدة الأمنية الوطنية لتصبح أكثر هجومية في الدفاع عن الحدود والهوية والدور الإقليمي.

إن أمن الأردن القومي لم يعد خطًا أحمر افتراضيًا ، بل هو اليوم في قلب المعركة الجيوسياسية المفتوحة ، وإسرائيل ، في ظل تحالفاتها الداخلية اليمينية ، تتبنى مشروعًا توسعيًا لا يهدد سوريا وحدها ، بل يمتد بخيوطه إلى الاردن ، سياسيًا وديموغرافيًا.

لذا، فإن صمت دول الجامعة العربية و خاصه دول جوار الاردن ودول الإقليم على ما يجري ليس مجرد تقصير، بل تفريط بأمن بلد عربي يمثل صمام الأمان الأخير في شرق المتوسط ، و استباحة اسرائيل لبيضة العرب بكليتهم .

حمى الله الاردن و سدد على طريق الحق خطى قيادته و شعبه.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :