facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




رؤيتان فلسطينيتان للدولة .. لماذا يجب دعم السلطة الوطنية؟


م. وائل سامي السماعين
06-08-2025 01:40 AM

منذ عقود، ظلت فكرة إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود عام 1967 هدفًا وطنيًا جامعًا لمعظم القوى الفلسطينية، إلا أن مسارات تحقيق هذا الهدف انقسمت مع مرور الزمن إلى رؤيتين متباينتين، تمثل كل منهما توجهاً سياسياً مختلفاً، ويفرض هذا الانقسام تحديات جوهرية أمام المشروع الوطني الفلسطيني.

الرؤية الأولى تقودها حركة حماس، وتنطلق من تبنّي خيار المقاومة المسلحة كوسيلة أساسية للتحرير، وترفض الاعتراف بإسرائيل أو الانخراط في تسويات نهائية، معتبرة أن الكفاح المسلح هو السبيل الأنجع لإحقاق الحقوق الفلسطينية. وقد شكّلت هذه الرؤية موقفًا جذابًا في بعض مراحل الصراع، خاصة عندما خفت بريق مسار التسوية، وواجهت العملية السياسية جمودًا وعراقيل متكررة.

أما الرؤية الثانية، فتمثلها السلطة الوطنية الفلسطينية، التي اختارت المسار السياسي والدبلوماسي لتحقيق الدولة، من خلال المفاوضات مع إسرائيل، وتحت مظلة القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة. وتؤمن هذه الرؤية بأن إقامة الدولة الفلسطينية لا يمكن أن تتم إلا عبر اعتراف دولي وشرعية مستندة إلى قرارات مجلس الأمن، وبدعم من المجتمع الدولي والإقليمي.

هذا التباين في الرؤى لم يعد مجرد خلاف في الوسائل، بل أصبح تعبيرًا عن انقسام سياسي وجغرافي ومؤسساتي، انعكس على وحدة القرار الفلسطيني، وأضعف الموقف التفاوضي الفلسطيني في المحافل الدولية، بل وفتح المجال أمام خصوم القضية لاستغلال هذا الانقسام في تقويض فرص إقامة الدولة.

وفي هذا السياق، تصبح المسؤولية مضاعفة على المجتمع الدولي، الذي يرفع شعار حل الدولتين، ويؤكد التزامه بقرارات الشرعية الدولية. إذ لا يمكن لهذا المجتمع أن يظل مترددًا أو محايدًا في دعمه لطرف فلسطيني دون آخر، بل عليه أن يدعم السلطة الوطنية الفلسطينية باعتبارها الطرف الذي ينسجم مع القانون الدولي، ويعبّر عن توجه سياسي يستند إلى الاعتراف المتبادل، والتزامات واضحة تجاه حل الدولتين.

ان دعم السلطة الوطنية الفلسطينية يمثل خطوة جوهرية نحو ترسيخ التوجه الوطني الجامع، وإعادة إحياء المشروع الفلسطيني استنادًا إلى الشرعية الدولية، التي تؤكد أن طريق إقامة الدولة الفلسطينية لا يمر إلا عبر السلام والمفاوضات، وضمن توافق فلسطيني–إسرائيلي يرتكز إلى قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة.

فالوصول إلى الدولة الفلسطينية لا يكون بالشعارات وحدها، بل عبر بوابة القانون الدولي. والمجتمع الدولي مطالب اليوم بإثبات جديته، ليس بالكلام، بل من خلال دعم واضح وصريح للجهة الفلسطينية التي تسعى لتحقيق هذا الهدف بأدوات السياسة والقانون، بعيدًا عن منطق العنف والمزايدات..

waelsamain@gmail.com





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :