ذواتنا العميقة .. الأفكار والذكريات
د. بركات النمر العبادي
07-08-2025 10:59 AM
*الجزء السادس
أوقاتكم معمورة بالطيب والطيبات ومزينة ببهيِّ النور والأنوار وخالصِ المحبة وصادقِ الأمنيات بالخير والخيرات والصحة والمسرات، لجميع المتابعين من الأردنيين والأردنيات، والأصدقاء والصديقات من البلدان العربية والأجنبية.
ولسوف أقوم بالكتابة عن موضوع عميق (الذات، الأنا، الأفكار، الذكريات) العميقة في أقبيةنا الداخلية، حيث لا رقابة ولا إضاءة، وذلك بأجزاء وبصورة ميسرة، حتى تعم الفائدة، وأنتم مخيَّرون بالمتابعة، سأكون حاضرًا معكم في العناوين القادمة أولًا بأول ويمكنكم التواصل معنا بواسطة عمون الإخبارية.
الجزء السادس:
الذات حين تُزهر
بعد أن مررنا بالذكريات، وكتبنا أنفسنا من جديد،
وبكينا فوق ألمٍ تحوّل إلى جذور، جاء الوقت لنرفع رؤوسنا ونرى الوردة التي نبتت فينا
نعم، نحن الذين أزهرنا.
ليس كل ازدهار صاخب.. بعضه صامت وجليل.
الذات لا تزهر فجأة.
لا يحدث ذلك على المسرح، ولا أمام الكاميرات.
بل يحدث في صمت…
حين تختار أن تسامح نفسك، وحين تُفضّل السلام على الانتقام، وحين تقول أخيرًا:
"أنا يكفيني من الألم… الآن أختار الحياة."
تزهر الذات حين تحبها رغم ندوبها
عندما تنظر في المرآة، وتحب الإنسان الذي فيها،
ليس لأن حياته كانت مثالية،
بل لأنه استمر رغم كل شيء…
ضحك وهو ينزف، وواصل وهو يتعب، وسكت كثيرًا…
لكنه الآن يتكلم.
ليس الازدهار كمالًا…
هو قبول، ومصالحة، وهدوء داخلي يقول:
"أنا لست ما حدث لي… أنا ما اخترت أن أكون بعده."
حين تزهر، لا تبحث عن تصفيق
الزهور لا تصرخ كي تُرى…
هي تزهر فقط، بثقة، بصدق، بجمال داخلي لا يحتاج شهودًا.
وهكذا أنت، حين تزهر ذاتك، لن تحتاج إثباتًا…
فوجودك بسلامك، هو البرهان الأكبر.
وفي النهاية..
قد لا تتوقف الحياة عن اختبارك،
لكن ذاتك الآن، ليست كما كانت.
صارت أعمق، أهدأ، أصدق، وأجمل.
وصار فيك شيء لا يُكسر بسهولة…
لأنك زرعت نفسك من جديد، وسقيتها، وانتظرت.
وها أنت الآن… تزهر.
حين تهمس روحك لنفسها، بعد كل ما مرّت به:
"نجَونا… والآن، نحيا."
حمى الله الأردن وسدد على طريق الخير خطاه.