facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




رأس بيروت .. وثقافة الانفتاح


منير الحافي
07-08-2025 11:03 AM

لا بدّ لي في بداية هذه الحلقة، من أن أشكر الأصدقاء الذين تواصلوا معي للثناء على مقاربتي لزياد الرحباني ورأس بيروت في الحلقة السابقة من «رأي منير» عبر إذاعة «صوت كل لبنان». وفي الوقت نفسه، وجب عليّ أن أذكر اعتراضاً سجّله أحد أفراد عائلة من رأس بيروت أحترمها جداً، كما أحترم كل بيروت وشوارعها وأزقتها وتفاصيلها، وها أنا أتغنى دائماً بها مدينتي وحبيبتي. قال الرجل عبر الهاتف: عندي عتبٌ على كلام ذكرتَه يا منير، في آخر الحلقة، بأن «زياداً هو رأس بيروت». وأردف: هل تُختصر المنطقة كلها بزياد؟ أين ذهب الآخرون؟ أين أهل المنطقة الأصليون؟ وأين الأفكار الأخرى غير الأفكار الشيوعية التي كان يمثّلها زياد؟!

أجبتُ: إنّ رأس بيروت ما كانت يوماً تُختصر بفكرة واحدة أو بشخص واحد على الإطلاق. هي الجامع والكنيسة، والجامعة والمدرسة والمسرح والسينما. والرأس تجسيد للجسد. رأس بيروت، تمثّل مثل كل بيروت، تاريخاً في العيش الواحد من جهة، وفي التنوع الثقافي والاجتماعي، وتنوع الأفكار السياسية من جهة أخرى. لكنّه تنوع متجانس ولّد فكرة وحقيقة جميلة اسمها: رأس بيروت.

وأوضحت للمتصل الكريم: عندما نقلت عن صديقتي الرسامة زُهى عبد الساتر قولَها «زياد هو رأس بيروت» فإن في هذا القول تقديراً للمشبّه به أي رأس بيروت كما للمشبَّه. وأعطي مثلاً: إذا قلتُ: هدى هي الشمس. فهنا استعارة تصريحية حيث شُبهت هدى بالشمس، ووجه الاستعارة يكمن في إبراز صفة الإشراق والنور والجمال التي تتسم بها الشمس، وإسقاطِها على هدى. أي أن هدى مصدر إضاءة وجمال وتألق في حياة من حولها، تماماً كالشمس.

وهكذا، عندما نقول: زياد هو رأس بيروت، يعني أن زياداً يستمد ثقافته وفنّه وموسيقاه، من رأس بيروت التي هي رمز الثقافة والتعليم العالي والأدب والفكر. رأس بيروت هي الأساس، وكل الأشخاص والشخصيات التي عاشت وتعيش فيها ينهلون من معينها.

روى لي الزميل الصحافي طارق حميدان الذي ينحدر من عيتات في جبل لبنان، وهو من سكان رأس بيروت، أنّه قابل يوماً رئيس الجامعة الأميركية في بيروت الدكتور فضلو خوري. وسأله: هل الجامعة الأميركية هي التي شهرت رأس بيروت أم أن رأس بيروت هي التي صنعت الجامعة الأميركية؟ فردّ رئيس الجامعة: «رأس بيروت هي التي لها فضل على الجامعة الأميركية».

كلام مهم من شخص قدير نحترمه ونحترم المـؤسسة التي يرأسها، وهي التي اختارت رأس بيروت «لتسكن» فيها منذ العام ١٨٦٦. وهي علّمت مئات آلاف الطلاب اللبنانيين والعرب من شبان وشابات. هذه هي الجامعة الأميركية التي شغلت لبنان والعالم العربي والعالم والتي ما زالت تتبوأ أعلى المراكز من حيث ترتيبُ الجامعات المهمة في العالم.

بيروت ورأسُها وكل كيانها، التي نفتخر بالانتماء إليها، علينا جميعاً أن نشتغل دولةً وشعباً لإعادة الروح إليها. أريد أن تعود صالات السينما مضاءةً مشعة، في البيكاديلي والأورلي والحمراء والستراند والكونكورد. نريد أن يعود أوتيل البريستول الذي أغلق أبوابه إلى العمل من جديد. نريد أن يعود وهجُ الحمراء الثقافي والفني. نريد أن تعود فيروز إلى البيكاديلي، إن لم تكن لتغني بنفسها، فليأت فنانون وفنانات ليغنوا فيروز والرحابنة وزياد وصباح ووديع الصافي ونجاح سلام وسعاد محمد وسميرة توفيق.

صراحة، أشعر بالحزن والقلق على شارع الحمراء حين أراه باهتاً فارغاً من رواده الأصليين. أحزن على مقاهيه التي تغيّرت أسماؤها ووجهتها، فتحوّلت إلى محلات لبيع الألبسة أو محامص فستق. أحزن جداً على صالات السينما التي أقفلت وصارت مخازن خردة. أحزن على الناس الذين صاروا ناساً آخرين. أريد أن تعود الحمرا، والروشة، والمنارة، وكل بيروت إلى سابق عهدها. نريد ورشة حقيقية بعيدة عن «الحكي» وإنما بالفعل.

على الدولة التحرك؟ طبعاً. لكن علينا نحن، كل واحد منا، أن نساهم في جعل الأفكار حقيقة. إبدأ بنفسك وسيتبعك الآخرون.




Vdl news





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :