facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




قراءة "نتائج الثانوية العامة" في سياقاتها المنطقية


فيصل تايه
08-08-2025 02:17 AM

اليوم وبعد مخاض مرهق ، انفض المولد ، وخرجت النتائج وتعالت الزغاريد وعم الفرح ابتهاجاً بنجاح ابنائنا طلبة الثانوية العامة ، فدعونا اولاً نبارك لابنائنا الطلبة الذين حالفهم الحظ بالنجاح في يوم زيّنوه بالفرح والسعادة ، ونقشوه بالجدِّ والاجتهاد ، فكان استحقاقاً طيباً لمثابرتهم وجدهم واجتهادهم ، لتكون هذه النتيجة بداية لمرحلة جديدة من عمرهم التكويني ، متمنيأ من الله عز وجل أن يجعل لهم فيها مستقبلا مشرقا يلبي أهدافهم وتطلعاتهم .

اما وقد انتهى موسم الثانوية العامة هذا العام ، بكل ما له وما عليه ، وطويت صفحته ، لذلك دعونا نقول : من حق الناجح الآن أن "يفرح" ملوحاً بنجاحه ، وفي اعتقادي ان أول الناجحين هم كافة العاملين بهذا الفعل الوطني ، فلا احد يستطيع ان ينكر ان الموسم كان مليئاً بالتجاذبات والمعوقات والتفاصيل المقلقة التي روجت بطريقة غير معتادة ، والتي أرهقت الطلبة واهاليهم على حد سواء ، لكن جوهر الانجاز جاء مع إصرار وعزيمة المخلصين من أبناء تكويننا التربوي العتيد ، وفي هذا دعونا نسجل شكرنا وتقديرنا للمساعي الحثيثة لكل من ساهم في إنجاح هذا العمل الوطني وعلى راسهم ادارة الامتحانات والاختبارات في وزارة التربية والتعليم .

إن ايجابية نتائج امتحان الثانوية العامة لهذا العام مؤشر على موثوقية الإجراءات التي اتخذتها وزارة التربية والتعليم وعلى سلامتها ، فقد عكست تلك النتائج النجاح الذي تحقق في إدارة ملف امتحان الثانوية العامة خلال هذه الفترة من اعلى المستويات ، فقد تعودنا على أليات عمل وزارة التربية والتعليم واجراءاتها ، حيث تقوم باستنفار كافة إمكاناتها في إدارة الامتحانات والاختبارات لتتخذ الخطوات الصائبة في الطريق الصحيح في متابعات جادة تسعى من خلالها إلى إتاحة الوقت الكافي للمراجعة والتدقيق في النتائج لتخرج بالصورة المؤملة النهائية ، دونما إرباك او تعثر ، فالحمد والشكر لله عزّ وجل .

أما ونحن نقرأ الأن النتائج في سياقاتها المنطقية "الزمانية والظرفية والعلمية" وبعد ان اشارت إلى أن نسبه النجاح المئوية العامة بلغت (٦٢.٥%) موزعة على مختلف محافظات المملكة ، حيث من الملاحظ ان هذه النسبة هي نسبة "متوازنة" جاءت ضمن المعدلات الطبيعية مقارنة بالسنوات السابقة وبفروقات بسيطة ، لكن وكما هو واضح فان عدد الطلبه "الناجحين" قد زاد هذا العام عن السنة الماضية بسب زيادة عدد المتقدمين للامتحان والذي بلغ نحو "٢١٠ الف" متقدم مقارنه ب "١٩٠ الف" في السنة الماضية ، اضافة ان نسبة الطلبة الذين حصلوا على معدلات مرتفعة كانت بنسب معقوله ومنطقية وهذا يقع ضمن المنحنى الطبيعي ، مما يؤكد أن الاصرار على النجاح والتفوق هو حظ المجتهدين من الطلبة على اختلاف مستوياتهم العلمية ، لإحساسهم بالمسؤولية وعزمهم وتصميمهم على بلوغ أهدافهم تحقيقا لطموحاتهم ، فمهما تغيرت آليات الامتحان وصعوبتة وانماطه وتوزيع علاماته سيزيد ذلك من اصراراهم على تحصيل أعلى العلامات ، مع يقينهم الراسخ أن شهادة الدراسة الثانوية العامة هي المفصل في حياتهم والمحدد لمصيرهم ، حيث تأتي في مرحلة حساسة وحرجة من حياتهم التكوينية ، فالأرقام التي صدرت لا تكذب والنسب لا تتجمل ، فقد جاءت الإحصاءات المعلنة هذا اليوم لتكون بمثابة إشهار انتصار مشرف .

اننا وفي تقييمنا للنتائج لابد أن نلقي عليها نظرة تحليليه خاصة فيما يتعلق بفئات المعدلات ونسبها المعلنة ، اذ من الملاحظ ان "مدارس الملك عبدالله الثاني للتميز" تشاركها " بعض المدارس الخاصة" تقاسم اوائل المملكة في "الفرع العلمي" وهذا بالتاكيد نتاج تراكم التفوق بالسنوات السابقة ، واهتمام واضح من ادارات تلك المدرسة ودور الاسر الفاعل .

بالمقابل فان المؤشرات تدل على "التراجع" الواضح في اداء الكثير من المدارس الحكومية في مختلف مناطق المملكة من خلال "نتائج الطلبة" خاصة "مدارس الذكور" ، وتلك "المدارس التاريخية المعروفة" والتي كانت لها سمعتها التعليمية الطيبه على مدى تاريخ هذا البلد ، فمن الواضح أن من أهم الأسباب ، ضعف الادارات المدرسية وعدم ضبط عملية غياب الطلبة وانتظامهم في الدوام المدرسي بسبب اعتماد اكثرهم وبصورة "واضحة" لا يمكن التغاضي عنها أو نكرانها على الدروس الخصوصية، والمراكز والمنصات والبطاقات المدفوعة مسبقاً ، ناهيك عن الضعف الواضح في اداء "بعض" المعلمين داخل الغرفة الصفية خاصة "متكسبي" الدروس الخصوصية ، وهذا "بالطبع" مؤشر سلبي لمستقبل مدرسنا الحكومية في المرحلة الثانوية ، لهذا فمن الضرورة بمكان مراجعة اداء تلك المدارس وتقييم وضعها التعليمي والأخذ الجاد بتقارير وحدة المساءله وضبط جودة التعليم ومتابعة ملاحظاتها ومنحها المزيد من الصلاحيات ، وتفعيل حقيقي لدور الاسناد التربوي وهذا يستدعي سرعة اتخاذ اجراءات التي تعيد الاعتبار للعملية التعليمية وكافة المتداخلين فيها على حد سواء .

اننا ونحن نقرأ اليوم هذه النتائج ، فإننا بحاجة للتاكيد على مضمون الامتحان بعيدا عن التركيز على الجانب التحصيلي والتذكري الفكري بل وعلى القدرات والكفايات التي يجب ان تركز على المهارات بقياس الذكاءات العشر ، وكذلك الحديث عن الاتجاهات السلبية عند بعض من طلبتنا والتي توجههم نحو السير للممارسات والأساليب الدراسية الخاطئة باعتماد المنصات والبطاقات والمراكز الربحية .

وأخيراً .. دعوني اجدد تهنئتي لطلبتنا الأعزاء الذين فرحوا بالنجاح وأدعو للذين لم يحالفهم الحظ مراجعة حساباتهم مع أنفسهم وتخطي هذه المرحلة بمزيد من العزم والإصرار ، متمنيا ان تخوضوا تجربة التكميلي القادمة لتكون أسماؤكم في كشوفات الناجحين باذن الله .

أعاننا الله جميعا على تحمل المسؤولية.

والله ولي التوفيق..





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :