facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




فلاش باك .. حين تعود بنا الصور القديمة إلى أحلامنا الأولى


د. ثابت النابلسي
10-08-2025 09:20 AM

في زحمة الحياة وتسارع الأيام، قد ننسى تلك اللحظات النقية التي حلمنا فيها بمستقبل نصنعه بأيدينا. نكبر، فتتغير الأولويات، وتتسع الفجوة بين ما أردناه وما أصبحنا عليه. لكن، ماذا لو استطعنا أن نستعيد تلك المشاهد الأولى؟ أن نعيد إحياء جذوة الطموح التي أضاءت طفولتنا؟

فلاش باك… للوطن

في بدايات القرن الماضي، كان الأردن أرضًا قاحلة في عيون الكثيرين، لكنه كان في عيون أهله أرض الوعد. لم يكن هناك نفط ولا موارد هائلة، بل كان هناك إيمان عميق بأن الإرادة تصنع المستحيل.

يحكي أحد كبار السن: “عندما جاء الملك المؤسس عبد الله الأول إلى عمان، كانت شوارعها ترابية ومبانيها قليلة. لكن كلماته الأولى زرعت فينا الثقة: سنبني وطنًا، حجراً فوق حجر”. وبالفعل، خلال سنوات قليلة، تحولت تلك المدينة الصغيرة إلى عاصمة نابضة بالحياة، وبدأت معالم الدولة تتشكل خطوة بخطوة.

هذه القصة ليست مجرد ذكرى من الماضي، بل هي دليل على أن الأحلام الوطنية، مثل الأحلام الشخصية، تحتاج إلى إصرار وإيمان حتى تتحقق.

استرجاع الصور المرفقة بالأحلام والطموحات يعيدنا إلى لحظات جميلة من التأمل بين السماء والأرض. تلك اللحظات التي نغلق فيها أعيننا فنرى كل ما هو جميل ومميز، ونشعر بقمة السعادة، ونصرخ فرحًا: هذا هو حلمي الذي أريده، وهذا هو هدفي الذي أسعى إليه.

كم مرة كانت هذه المشاهد تسيطر على حياتنا في مرحلة الطفولة، ونحن ننتظر المستقبل بشغف؟ كنا نعرف تمامًا شكل الحلم والمشهد الذي نتخيله، ثم نتساءل: لماذا تأخر الحلم؟ لماذا لم يحدث شيء؟ هل وقع ما لم ننتبه إليه وسط صخب العمل والحياة اليومية؟ حتى ضاع الحلم وانطفأت الروح في الجسد.

إن مجموع أحلامنا الصغيرة، ونحن أطفال، لم يكن إلا صورة للمستقبل الذي أردناه. فنحن نعيش اليوم ما كان في الأمس حلمًا مؤجلاً، وسنعيش غدًا في مستقبل نصنعه اليوم.

لكن… هل تساءلنا يومًا: لماذا لم يتحقق ذلك الحلم الذي أردناه؟

ربما لأننا لم نحافظ عليه، بل حاول البعض أن يغتال أحلام الآخرين. لم يكتفِ المرء بسعيه وراء حلمه، بل امتد طموحه ليستحوذ على حلم أخيه أو زميله، دون أن يبذل الجهد الكافي لتحقيق نجاحه الخاص. فكانت النتيجة أن عاش كثيرون حياة لا تشبههم، بعيدًا عن ما كانوا يحلمون به.

اليوم، وبينما تتسع الفجوة بين الواقع والخيال في عالمنا المعاصر، يظهر جيل جديد يواجه تحديات غير مسبوقة، لكنه يملك أدوات لم تكن متاحة لأسلافه. جيل يصنع الفرص من قلب الصعوبات، ويعيد تعريف النجاح بما يتجاوز حدود المهن التقليدية، ويبتكر في مجالات التكنولوجيا، والبيئة، والفن، والعمل المجتمعي. هؤلاء الشباب يواصلون ما بدأه الأجداد، واضعين أحلامهم على خطى حلم الوطن الكبير.

ماذا لو استعدنا جميعًا مشاهد الإنجازات الأولى في حياتنا وحياة آبائنا وأجدادنا؟ ماذا لو سخّرنا حاضرنا لبناء وعيٍ يربط الأجيال القادمة بالماضي، كي يمنحهم فرصة حقيقية لصناعة مستقبل أفضل؟

إن فلاش باك ليس مجرد فكرة عابرة، بل هو دعوة للعودة إلى مرجعية مشتركة، قد نتفق أو نختلف في تفاصيلها، لكنها تظل مصدرًا موثوقًا ومهمًا.

الحمد لله الذي وهبنا وطنًا كبيرًا بمن فيه، وأمنًا واستقرارًا ننعم به، وقيادة حكيمة، وشعبًا أصيلًا طيب الأعراق.

حفظ الله الأردن.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :