facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




فرصة للعب على التوازنات الدولية


د. بركات النمر العبادي
10-08-2025 10:06 AM

في ظل الحرب الباردة الجديدة بين الغرب (بقيادة أمريكا) و"الشرق العالمي" (الصين وروسيا)، هل يمتلك الأردن فرصة اللعب على التوازنات الدولية، رغم أنه حليف تقليدي للولايات المتحدة؟ وهل يمكنه أن يوظف علاقاته مع الصين (وروسيا بدرجة أقل) للحصول على مكاسب اقتصادية وسياسية كبيرة دون تجاوز الخطوط الحمراء الأمريكية؟.

في ظل الظروف السياسية الراهنة، يمكن للدبلوماسية الأردنية التحرك عبر "المصلحة الوطنية" لا "التحالف الأيديولوجي"، حيث يمكنه أن يتعامل مع الصين وروسيا من منطلق براغماتي، لا كتحول جذري في المحاور، بهدف تنويع مصادر الدعم، وتخفيف التبعية الاقتصادية، واللعب على التوازنات الدولية لتعظيم المكاسب الوطنية.

وتعتمد استراتيجية التعاون مع الصين على الاستفادة من مبادرة الحزام والطريق (Belt & Road)، فالأردن يمكنه أن يقدّم نفسه كمركز لوجستي إقليمي بين الخليج والبحر المتوسط. ويمكن تعزيز وتطوير ميناء العقبة وربطه بالخطوط الصينية كمحطة عبور للبضائع الصينية إلى أوروبا وأفريقيا. كما يمكن جذب الاستثمارات الصينية في التكنولوجيا والطاقة، فالصين تبحث عن شركاء موثوقين في مشاريع الطاقة الشمسية والرياح، والمدن الذكية، والبنية التحتية الرقمية، والمناطق الصناعية (مثل المفرق والظليل). ومن المهم توسيع التعليم والتبادل الأكاديمي، وإطلاق برامج لتعليم اللغة الصينية أوسع في الجامعات، وتشجيع ابتعاث الأردنيين إلى الجامعات الصينية الرائدة، والاستفادة من منح الصين لبرامج الذكاء الاصطناعي والهندسة بأنواعها.

أما عن استراتيجية التعاون المحدود الذكي مع روسيا، فيمكن فتح أسواق تصدير جديدة مع روسيا، فيمكن لروسيا أن تستورد الفوسفات الأردني، والمنتجات الزراعية، والأدوية، فالأردن يمتلك قدرات في هذه المجالات. كما يمكن استغلال العقوبات الغربية على روسيا لتقديم الأردن كشريك موثوق وحيادي تجاريًا. ويلعب التعاون في السياحة والعلاج الطبيعي دورًا مهمًا، فالروس مهتمون بالسياحة العلاجية (البحر الميت، حمامات ماعين)، ويمكن توجيه جزء من السياحة الروسية إلى الأردن، خاصة مع إغلاق وجهات أخرى بسبب العقوبات على روسيا.

وعلى الأردن أن لا يغضب الغرب، وذلك من خلال (التوازن الدقيق)، مثل عدم الانضمام إلى التحالفات العسكرية المعادية للغرب (مثل منظمة شنغهاي)، وأن لا يستخدم التكنولوجيا الصينية في القطاعات الأمنية أو الشبكات الحساسة (مثل شبكات الاتصالات السيادية)، مع بقائه على التحالف الأمني والعسكري مع أمريكا و"الناتو المتوسطي". فالصين وروسيا ليستا بديلًا عن الغرب للأردن، بل مكملتان لخلق توازن استراتيجي، وأقصى استفادة ستأتي من براغماتية مدروسة، ومشاريع اقتصادية غير أيديولوجية. والفرصة التاريخية الآن هي اللعب بين القوى الكبرى بحكمة دون الانحياز الكامل لأي محور. وكل ذلك يمكن تحقيقه بحكمة جلالة الملك وولي عهده المعظمين.

حمى الله الأردن وسدد على طريق الحق خُطى قيادته الرشيدة وشعبه المعطاء.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :