في مشهد صادم للمجتمع العلمي والطبي العالمي، أقدمت "الجمعية الأمريكية لأطباء الغدد الصماء" (AACE) على إنهاء عضوية العالم الأردني البارز معالي الدكتور كامل محمد صالح العجلوني، أحد أعمدة الطب والبحث في الشرق الأوسط، بذرائع واهية لا تمتّ للعلم ولا للأخلاق بصلة.

الذريعة محاضرة فكرية ألقاها العجلوني في تموز 2024 بعنوان: "قبول الآخر في اليهودية: حقيقة أم سراب؟" ناقش فيها نصوصًا توراتية وتلمودية موثقة، ضمن سياق أكاديمي خالص، ليس له أي علاقة بمهنة الطب أو عضويته في الجمعية.

لكن الصدمة كانت في أن الجمعية، التي سبق أن كرّمت معالي الدكتور العجلوني بجائزة "أفضل طبيب عالمي" عام 2008، خضعت – في سابقة خطيرة – للابتزاز الإسرائيلي، وفسّرت أي نقد لفكر ديني مغلَق، على أنه "معاداة للسامية"، في محاولة مفضوحة لإسكات الأصوات العربية الحرة، حتى لو كانت بحجم الدكتور العجلوني، الطبيب والباحث الذي غيّر سياسات علاج السكري في المنطقة بأكملها!.

والمأساة هنا، حين يتحول الفكر إلى "جريمة" في عيون اللوبي الإسرائيلي...!!!
الحقائق التي قدّمها معالي الدكتور العجلوني ليست من تأليفه، ولا حتى من خياله. إنها نصوص دينية موجودة في التوراة والتلمود، يمكن لأي باحث أن يطالعها. فهل أصبح تفكيك النصوص ومقاربتها تاريخيًا "جريمة فكرية"؟

وهل يحق لمنظمة علمية أن تحاكم علماءها على آرائهم الفكرية، في زمن يُفترض فيه أن نحتكم للعقل لا للابتزاز السياسي؟
من هو الدكتور العجلوني الذي تجرأت الجمعية على إقصائه؟
مؤسس ورئيس المركز الوطني للسكري والغدد والوراثة في الأردن.
ممثل العالم العربي في عشرات المحافل العلمية الدولية.
أحد أبرز واضعي سياسات مكافحة السكري في الشرق الأوسط.
أستاذ، باحث، ومفكّر، جمع بين الطب والفكر والثقافة.
صاحب مواقف مشهودة في الدفاع عن القيم الإنسانية والعدالة.

هل هذا هو الرجل الذي يُكافأ بالإقصاء؟ فقط لأنه تجرأ على طرح أسئلة فكرية تخيف اللوبي الإسرائيلي؟

وهنا أوجه سؤالي إلى الجمعية الأمريكية: أنتم من يجب أن يُسأل!
هل ستنهون عضوية كل باحث يناقش فكرًا دينيًا يتقاطع مع مصالحكم؟
هل أصبحت جمعيتكم أداة تنفيذ لإملاءات سياسية؟
أين كنتم من الجرائم الموثقة التي ارتكبتها "إسرائيل" في غزة؟
ألم يكن من الأولى أن تنهوا عضوية من يبرر قتل الأطفال وتجويع المدنيين، لا من يناقش نصًا دينيًا؟!

الدكتور كامل العجلوني لا يحتاج عضويتكم ليبقى علمًا في مجاله. بل أنتم من فقدتم مصداقيتكم حين خنقتم الحرية الفكرية، وانحزتم لأجندات لا علاقة لها بالعلم.

ونقولها بصوت عالٍ:العلماء العرب لن يُكمموا، ولو كرهتم! والإسرائيلية لن تلوّن الحقيقة بالدموع الكاذبة.

*ملتقى عقائل السفراء/ النادي الدبلوماسي الأردني .